علاج مرض الوسواس القهري

الوسواس القهري هو فكرة تملك العقل والأفكار والتصرفات الاندفاعية ، كما أنه يرى على انه صور متلاحقة ترى على أنها تطفلية أو غير لائقة ، ينتج عنها قلق حاد أو ضغط نفسي ، كما أن الشخص الذي يسيطر عليه الوسواس لا يستطيع التحكم في ذاته ..

و أهم ما يميز الوسواس القهري ، أنه عبارة عن أعراض متكرر نتيجة استحواذ فكرة ما على العقل مما ينتج عنه اندفاعات قد تسبب ضيقاً شديداً أو إعاقات حادة ، كما أن الشخص المصاب بالوسواس قد يعرف بأن هذه الوساوس والاندفاعات زائدة بصورة غير معقولة ..

أكثر أنواع الوسواس القهري حدوثاً :

أفكار متكررة عن الحدوث .
كفكرة أن المصافحة بالأيدي سوف تتسبب بالتلوث ، أو لمس أشياء معينة هي في العادة لا تسبب التلوث ..

الشكوك المتكررة :
حيث  تسيطر على المصاب على سبيل المثال شكوك من نوع  ، هل أغلق باب شقته ، هل أغلق أبواب سيارته ” رغم أنها تغلق أوتماتيكياً ” إلخ ..

وسواس الترتيب :
ويكون هذا الوسواس على هيئة احتياج الشخص بأن يكون كل شيء مرتب وفقاً لنظام معين ، حيث يحدث له ضغط نفسي حاد عندما يرى الأشياء في غير موضعها وغير منظمة أو غير متماثلة وفقاً لما يراه ..

وسواس الاندفاعات العدوانية :
ويكون على هيئة تكرار صور عنيفة ، فيصرخ بألفاظ نابية .

صور تخيلية .
كأن يتخيل صور جنسية أو صور إيذاء نفسه أو الآخرين ..

الأفكار الدينية .
قد يتبادر لذهن الشخص أفكار عن هيئة الرب ، أو أفكار عن خلق الكون وماهية الخالق والإيمان والكفر ، أو يتبادر لذهن الشخص أنه يهين الله ..
غالباً يحاول الشخص المصاب بالوسواس القهري ، أن يتجاهل أو يكبت الاندفاعات ، أو يساويها أفكار وتصرفات أخرى مث شخص موبوء بأفكار عن نسيان الموقد مشتعلاً وقد يحاول معادلة هذه الأفكار بأن يفحص الموقد عدة مرات ليتأكد من أنه غير متقد ..

الأفعال القهرية .
هي أفعال متكررة الهدف منها تقليل أو دفع القلق أو الضغط النفسي كغسل اليدين والاستحمام أو غيرها من التطهير ، والفحص المتكرر للتأكد هل فعلت أو لا .
وإعادة الفحص للتأكيد على الأشياء في وضعها المثالي ، مع تكرار الإجراءات كاللمس وتكرار الشيء مرة أخرى ، أو اكتناز وجمع الأشياء ، او وضع الأشياء في نظام معين ، أو قول أشياء معينة مراراً وتكراراً كالصلاة وارقام أو غيرها من العبارات ، أو إعادة الصلاة والوضوء ، أو طلب الطمأنينة من الآخرين المتكرر ، مثل أن يكرر سؤال الناس عن شيء ليطمئن .

تكرار الكلمات في صمت .
فى معظم الحالات يشعر المرء أنه مضطر أن يتبع اندفاعات معينة يقلل من الضغط النفسى المصاحب للوسواس معين او لمنع حدث او موقف مخيف مثل: شخص مصاب بالوسواس و هو عرضة لأن يحدث له نوع من التلوث ، فقد يقلل الضغط النفسى على نفسه بأن يغسل يديه حتى يتضرر الجلد , و الشخص الذى سيطر عليه وسواس بأنه قد ترك الباب مفتوحا قد يضطر الى ان يعيد فحص القفل كل بضع دقائق ، و الشخص المصاب بوسواس من أفكار كافرة قد يجد خلاصه فى أن يعد من واحد الى عشرة من الامام الى الخلف و العكس مائة مرة لكل فكرة كافرة .. وهكذا ..

أكثر التصرفات الاندفاعية شيوعاً :

أن الأشخاص البالغين الذين يعانون من الوسواس القهري قد توصلوا إلى معرفة أن الوسواس أو الاندفاعات التي تحدث لهم هي أحداث مبالغ فيها وغير واقعية ..
ولكن الأطفال لا تنطبق عليهم هذه الصفات لأنهم لايملكون الوعي الذهني الكامل لاتخاذ مثل هذه الأحكام ..
إن الأفعال التي يتسبب بها الوسواس القهري بصورة مرضية قد تصبح مضرة جداً بالنسبة للأداء الوظيفي العام للشخص ، حيث أن التصرفات الناتجة عن الوسواس
القهري قد تكون مشتتة التفكير ، وعادة ما تتسبب بالقصور الذهني للشخص ..

 

الصفات والأمراض المصاحبة :

في العادة يتحاشى المصاب التعرض للمواقف التي قد تكون سبباً في تحفيز أسباب الوسواس القهري كالتراب والتلوث ، الشخص الذي يعاني من وسواس عن التلوث تجده يتحاشى المراحيض العامة أو المصافحة بالأيدي مع عامة الاشخاص ..

القلق الزائد عن حده من الأمراض ، هو قلق منتشر جداً ، وعادة ما يكون مصحوباً بزيارات متكررة للطبيب للحصول على الاطمئنان ..

الاحساس بالذنب ، الاحساس المرضي بالمسؤولية ، اضطرابات النوم ، كل هذه أعراض قد تكون موجودة ..

في مثل هذه الحالات قد يكون هناك زيادة في استهلاك الكحوليات والمهدئات والمنومات ومزيلات القلق ..

الانصياع للاندفاعات قد يصبح من أهم المهام الحياتية للشخص المصاب مما يؤدي لمشاكل زوجية ومهنية .. كما أن التصرفات الانفعالية الحادة قد تترك المرء محبوساً في منزلة .. كما أن مرض الوسواس القهري قد تكون مرتبطة بأمراض الاكتئاب وأمراض قلق نفسي وقصور في الشهية .. كما أن هناك نسبة عالية من حدوث امراض الوسواس القهري للأشخاص الذين يعانون من انقباضات لا إرادية في عضلاتهم بنسبة تتراوح من 35% إلى 50%

 

الحالات المرضية الجسدية العامة المصاحبة :

يعتبر من أبرز المشاكل الناتجة عن الوسواس القهري ، المشاكل الجلدية الناتجة عن الغسيل المتكرر الزائد عن الحد بالماء أو المنظفات الحارقة للجلد عادة ..

النتائج المعملية المصاحبة :
لم ترصد أي نتائج أو علامات معملية من شأنها تشخيص مرض الوسواس القهري ..

الصفات المميزة العمرية و الثقافية و الجنسية

تظهر الوساوس القهرية فى الاطفال بشكل مشابه عامة لظهور المرض فى البالغين , بينما الغسيل المتكرر و اعادة الفحص و اعطاء الاوامر شائع خاصة فى الأطفال

الأطفال عادة لا يلجأون لطلب المساعدة و لكن المشكلة عادة ما تكتشف بواسطة الاب او الام الذين عادة ما يأخذون الطفل الى حيث يتلقى العلاج

الهبوط التدريجى فى المجال الدراسى الناتج عن ضعف القدرة على التركيز هو ظاهرة قد تم تسجيلها , مثل البالغين والأطفال أكثر عرضة لأن ينغمرون فى طقوس فى البيت اكثر من أمام النظراء او المدرسين او الغرباء

 

انتشار المرض :

بالرغم من الاعتقاد السائد سابقا بأن امراض الوسواس القهرى نادرة نسبيا فإن الدراسات الحديثة قد قررت نسبة نسبة انتشار المرض على نحو 2.5% و قد تصل الى 5%.
هذا المرض ينتشر بنفس النسبة بين الرجال و النساء

دورة المرض :

بالرغم انه فى العادة يظهر الوسواس القهري فى سن المراهقة وبداية البلوغ , فقد يظهر المرض في الطفولة
بداية المرض عادة ما تكون مبرة اكثر فى الرجال عن النساء ., من سن 6 إلى 15 سنة فى الرجال وبين 20 و29 سنة فى النساء
معظم الأعراض ما تكون فى حالة زيادة ثم تراجع بصفة مزمنة , هذا مصحوب بتفاقم الأعراض فى حالة الضغط النفسي الزائد
حوالى 5% من المرضى يظهرون أعراض تدهور فى الأداء الوظيفى والاجتماعى خاصة عندما يتوقفون عن أخذ أدويتهم

النمط العائلي الوراثي :

نسبة حدوث الوسواس القهرى عند الأقارب فى الدرجة الأولى لمرضى سابقين هو اعلى من الطبيعى

الاحتمالات التشخيصية :

لابد أن تتم التفرقة بين امراض الوسواس القهرى و الانواع الاخرى من الأمراض العقلية ، مثل: اضطراب تشوه الجسم او نتف الشعر او القلق من الامراض كما فى الوساوس المرضية

علاج المرض :

لقد تحسنت نتائج علاج المرض كثيرا خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية.  في الوقت الحالي يتحسن حوالي 95% من المرضى من خلال الدوائية العلاجات المتاحة ، و من  أهم العلاجات للاعراض هو العلاج السلوكي والعلاج المعرفي

العلاج الدوائي :

يعتمد العلاج على مثبطات امتصاص السيروتونين وعلاجات الخط الأول تستخدم غالبا في جرعات عالية مثال فلوكستين، فلوفوكسامين، سيرترالين و البارواكسيتين، سيتالوبرام

الكلوميبرامين : هو اكثر فعالية و يوجد منه علاج وريدي قوي و سريع المفعول و يعتبر هذا هو اقوى علاج للوسواس القهري. الابحاث اثبتت ان هذا العلاج يؤدي بعد أسبوع واحد، الي تحسن جميع أعراض الوسواس القهري تحسنا كبيرا

وقد أثبت في العديد من الدراسات ان الكلوميبرامين الوريدي فعال لحالات الوسواس القهري ، وخاصة بالنسبة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج عن طريق الفم
في بعض الحالات قد يستخدم تبادل البلازما و الغلوبولين المناعي الوريدي

العلاج النفسي :

هناك نوعان من العلاج النفسي مفيدان جدا للمرض: العلاج السلوكي والعلاج المعرفي.  فيما يلي وصف مختصر لكل منهما

المكونات الأساسية للعلاج السلوكي :

أحد الأهداف الهامة للعلاج السلوكي هو قطع الأفكار والصور والدوافع الوسواسيه من الخوف  والانزعاج الذي تسببه.  يتم ذلك من خلال التعرض للمواقف التي تسبب الوساوس حتى يقل الانزعاج تدريجيا.  في نفس الوقت، يجب على المريض أن يوقف طقوسه أثناء التعرض ويوقف تجنب المواقف التي تسبب الازعاج.  لذلك، العناصر الأساسية للعلاج السلوكي للمرض هي:

1 . التعرض للمواقف التي يخشاها .

2. منع سلوكيات الطقوس والتجنب .

أثناء جلسات العلاج، يصف المعالج ويعرض كيفية التعرض للتأكد من أن المريض لا يتجنب المواقف الموسوسة أثناء هذه العملية، يسأل المعالج عن مستويات الانزعاج بإنتظام للتأكد من أن المواقف في مقدور إدارة المريض وأنها إختيار موفق للعلاج.  قد تستمر فترات التعرض من 45-90 دقيقة ويجب أن تسفر عن مقدار ملحوظ من التحسن في الانزعاج

تبدأ كل جلسة عادة بعنصر التعرض السابق وتتقدم لعناصر جديدة أصعب قليلا.  الجلسات المتأخرة تلي بنفس الطريقة، حتى يتم مواجهة كل المواقف الوسواسية وحتى يتم خفض القلق بدرجة كبيرة
من النادر أن يختفي الانزعاج بالكامل، لكن معظم الناس يلاحظوا الاستفادة الكبيرة من التحسن مع الوقت
في بعض الحالات، يكون من المفيد أن يتم التعرض في الخيال.  في هذه الحالة، يخطط العميل والمعالج مشاهد تخيلية عن الوساوس التي يخشاها، أثناء وبعد كل تعرض، يطلب من المريض ألا يقوم بأي طقوس أو تجنب قد يقاطع أو يلغي تجربة التعرض

يتم ذلك تدريجيا، بحيث لايسمح لاي دوافع لها علاقة بالتعرض محور العلاج في هذا الاسبوع أو من أسابيع سابقة

يطلب من العميل أن يقلل من الطقوس إلى الحد الادني التي تحدث في المواقف التي لم يتعرض لها بعد في العلاج

يمنح العميل واجب منزلي منتظم بعد كل جلسة، وعادة ما تكون مماثلة لما تم أثناء زيارة العلاج.  إذا كان الأمر مقبول المعالج والعميل، قد يطلب من أحد أفراد الأسرة المساعدة في الواجبات المنزلية

يجب الاحتفاظ بسجلات كل الواجبات المنزلية وكيفية شعور العميل أثناء العملية.  سيسمح ذلك للمعالج بمراقبة التقدم والمساعدة في المشاكل

المكونات الأساسية للعلاج المعرفي :

نعرف أن التعرض ومنع الطقوس من نفسها يغير بعض من التوجهات والمعتقدات الغير منطقية عن أعراض المرض.  على سبيل المثال، بدأ الناس في التفكير بطريقة مختلفة عن احتمال الخطر وقدرتهم على قبول القلق ومواجهة التجارب التطفلية

قد يغير البعض توجهه تجاه التجارب التطفلية بحيث لم تعد شاذة او تسبب الضيق، و يتوقفوا عن محاولة التحكم فيها.  لكن هذه وغيرها من أنواع الأفكار قد لاتتغير بدرجة كافية تسمح للمريض بأن يحرز أفضل تقدم أو يحافظ على المكاسب بعد إنتهاء العلاج.  لذلك، قد يوصي المعالج بالعلاج المعرفي بالإضافة للعلاج السلوكي

في العلاج المعرفي، يساعد المعالج المريض في فحص تفسيراته ومعتقداته لتطوير طريق بديل في التفكير عن الخبرات التطفلية أقل تهديدا

بالرغم من أن هذا العلاج جديد نسبيا، تشير بعض الابحاث المنشورة أن العلاج المعرفي الفردي مع معالج ماهر يعتبر علاجا سلوكيا فعالا

الفائدة من العلاج المعرفي :

دراسات كثيرة تناولت فعالية العلاج المعرفي لأعراض المرض.  أوضحت هذه الدراسات أن العلاج المعرفي ذا فاعلية في حد ذاته، حتى بدون العلاج السلوكي أو الأدوية ،  أحدث هذه الدراسات إختبر طرق العلاج المعرفي

في إحدى هذه الدراسات، أنتج العلاج المعرفي نتائج ممتازة كانت أفضل قليلا من فوائد العلاج السلوكي

دراسة أخرى جمعت العلاج المعرفي والعلاج السلوكي للعملاء الذين كانوا يعانون من وساوس وبصفة خاصة طقوس عقلية، التي كانت تعتبر صعبة العلاج قبل ذلك.  أنتج العلاج المشترك بين العلاج المعرفي والعلاج السلوكي معدل نجاح 84% وإستمرت المكاسب العلاجية لمدة عام لاحق

لذلك ، تشير الأبحاث أن العلاج المعرفي يمكن أن يكون مفيد في خفض أعراض المرض .

 

كما ينوه مركز دار الامل لعلاج الادمان و الطب النفسى بسلطنة عمان  العالمية ، بأنه يقدم خدمة العيادات الخارجية ، ويقدم خدمات الكشف والتشخيص والعلاج بأحدث الطرق العالمية المحترفة في العلاج والتشخيص ..