كل ما تود معرفته حول الهيستريا وأعراضها وهل لها علاج؟

الهيستريا وأعراضها هي أول ما يخطر على بالنا حين يوصف شخص ما أمامنا بالجنون، فنتخيل حالة من العنف والهياج لا يمكن السيطرة عليها، وليس هذا فقط بل يمتد الأمر إلى وصف الهيستيريا بكونها مرض خاص بالنساء فقط، ولكن هل هذا حقيقي، هل تعد الهيستريا وأعراضها الوجه الآخر للجنون أم أن هذه مجرد فكرة خاطئة شائعة يجب تصحيحها دعونا نقرأ معًا هذه المقالة لنجيب عن كل الأسئلة السابقة.

ما هي الهيستريا

الهيستريا هي كلمة يستخدمها العامة لوصف حالة الشخص النفسية المتسمة بالهياج أو العنف أو الجنون، وقد مر المصطلح بالكثير من الاعتقادات والتغييرات حتى استقر حديثًا على أنه اضطراب عقلي، وتظهر أعراض الهيستريا في الكثير من الاضطرابات النفسية والامراض العقلية، مثل الصرع، اضطرابات الشخصية و غيرها من الأمراض، كما يوجد اضطراب يعرف باسم اضطراب الشخصية الهستيرية، نذكره تفصيلًا فيما يلي.

ما هو تاريخ الهيستريا

نشأت كلمة هيستريا منذ وقت بعيد جدًا (1900 قبل الميلاد) في مصر، وتنشق من كلمة هيستيرا hystera، وهي كلمة يونانية تعني الرحم، وذلك لقدم الاعتقاد بأن الهيستريا هي حالة مرتبطة بالنساء دون غيرهم، وفي القرن الخامس عشر تحول الاعتقاد من كون الهيستيريا اضطراب خاص باضطرابات الرحم، إلى كونه حالة من التلبس الشيطاني، فانتقل الناس من علاج الأشخاص المصابين بالهيستريا في المستشفى إلى علاجهم في الكنيسة بوسائل طرد الأرواح.

تم تصنيف الهيستريا لأول مرة باعتبارها اضطراب عقلي في القرني السادس والسابع عشر على يد بعض الباحثين والأطباء، إلا أنه تم علاجها لبعض الوقت باعتبارها من اضطرابات القلق والاكتئاب، حتى وصلت لمعناها الحالي كاضطراب عقلي مستقل بذاته في بدايات القرن العشرين.

ما هي أسباب الإصابة بالهيستريا

اعتاد الأطباء قديمًا ربط أسباب الهيستريا بأسباب غير عضوية خاصة بالنساء. كاضطراب الفكر، أو عدم الزواج والإنجاب أو حتى الجنون، إلا أن الأمر اختلف لاحقًا فالهيستريا ليست مرضًا في حد ذاتها، إلا أنها أحد الأعراض التي تظهر مع بعض الاضطرابات والأمراض الأخرى ( باستثناء اضطراب الشخصية الهيستيرية)، ومن بعض تلك الأمراض:

• اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية أو اضطراب التحويل.
• اضطراب الاغتراب عن الواقع وتبدد الشخصية.
• اضطرابات ما قبل الدورة الشهرية.
• اضطرابات الهوية الانفصامية.
• فقدان الذاكرة الانفصالي.
• اكتئاب ما بعد الولادة.
• الصرع.

ما هي أعراض الهستيريا

يمكن تعريف الهستيريا على أنها عرض من أعراض بعض الحالات التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من أعراض جسدية لها سبب نفسي، وتشمل بعض الأعراض الأخرى التي تُنسب غالبًا إلى الهستيريا ما يلي:

• ضيق في التنفس.
• شلل جزئي.
• هلوسة.
• العصبية.
• التهيج.
• القلق.
• إغماء.
• الأرق.
• الإثارة.

تعرف علي: عناوين المصحات النفسية وعلاج الادمان فى مصر وكيفية الاختيار

ما هي طرق علاج الهيستريا

مما سبق ذكره من الواضح أن الاعتقاد السابق بكون الهيستيريا مرض خاص بالرحم. كان يتم العلاج بناء على ذلك وكان الأطباء يقومون بعلاج المرضى عن طريق استئصال الرحم والمبيض في الكثير من الأحيان بالإضافة إلى ذلك كان بعض الأطباء يقومون بحجز المرضى في المصحات النفسية باعتبار الهيستريا مرض مزمن ليس له علاجات أو يمكن علاجه بالصدمات الكهربية، أو حبس المريضات في غرف منفصلة، أو تقييد حركتهم حتى يتم الشفاء.

أما الآن، فتعرف الهيستريا بكونها عرض لأمراض واضطربات مختلفة، لذا يتم علاجها بناء على المرض المسبب لها وليس بكونها مرض في حد ذاته.

كيف يتم تشخيص الهستيريا

اقتصر تشخيص الهيستيريا على كونه مرض خاص بالسيدات حتى القرن التاسع عشر. إلا أنه حين لاحظ بعض الأطباء وجود بعض أعراض الهستيريا على الرجال أيضًا اتخذ الأمر منحنى مختلفـ، وهنا كان تشخيص الهيستريا مرتبطًا باضطرابات ما بعد الصدمة الذي انتشر بعد الحرب العالمية الأولى، والصدمات الخاصة بسوء المعاملة في الطفولة وغيرها من الأسباب الغير خاصة بالنساء.

وانتهى الأمر تمامًا حين قام الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية DSM بشطب كلمة “هيستريا” من الأمراض، عام 1980.

تعرف علي: ما هى الشخصية الاعتمادية وهل انا مصاب بها؟ اليك التفاصيل

هل تعلم ما هي الهيستريا الجماعية

الهيستريا الجماعية هي الانتشار السريع لعلامات وأعراض المرض النفسي، والذي يؤثر على أعضاء مجموعة متماسكة، وينشأ من اضطراب في الجهاز العصبي، ويتضمن هذا المرض الإثارة، وفقدان أو تغيير الوظيفة، وبعض الأعراض الأخرى التي لا يمكن تفسيرها بسبب وجود مرض أو مشكلة عضوية أخرى.

تعرف الهيستريا الجماعية أيضًا بالمرض النفسي الجماعي (Mass Psychogenic Illness (MPI، أو المرض الاجتماعي الجماعي، أو الهيستريا الوبائية.

أمثلة على الهيستريا الجماعية

انتشرت نوبات الهيستريا الجماعية على مر التاريخ. وما زالت تحدث حتى يومنا هذا، ويعتقد أنها تصيب الأطفال والشباب أكثر من غيرهم، كما أنها قد تحدث مرة أخرى بعد الشفاء منها، ومن بعض الأمثلة التي تم تسجيلها فيما يخص الهستيريا الجماعية:

• طاعون الرقص عام 1518: حالة من الهوس بالرقص الذي حدث في ستراسبورغ في يوليو 1518، وقد ذهب العديد من الناس إلى الرقص لعدة أيام، دون القدرة على التوقف في النهاية مات الكثير منهم بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو الإرهاق.
• وباء ضحك تنجانيقا عام 1962: وفقًا لروايات شعبية أصيبت عدة قرى في إفريقيا بالشلل لأشهر بسبب حالة خطيرة من الضحك بعد أن بدأت مجموعة من الطلاب في مدرسة داخلية في كاكاشا بالضحك، ثم لم يتمكنوا من التوقف، انتشر الأمر أولاً بين الأطفال والمعلمين، ثم إلى الآباء والأشخاص في المدن الأخرى، مما أدى في النهاية إلى إغلاق المدرسة التي نشأت فيها.
• بلفيو ولويزيانا (1939): أصيبت فتاة بشلل في ساقها في رقصة العودة للوطن في المدرسة الثانوية. تفاقمت الهجمات وانتشرت إلى الأصدقاء خلال الأسابيع العديدة القادمة.
• تم الإبلاغ عن وقوع الأطفال اللاجئين في السويد في حالات تشبه الغيبوبة عندما علموا أنه سيتم ترحيل عائلاتهم، يُعتقد أن الحالة المعروفة باسم متلازمة الاستقالة، موجودة فقط بين اللاجئين في الدولة الاسكندنافية، حيث كانت سائدة منذ الجزء الأول من القرن الحادي والعشرين يقول المعلقون إن “درجة من العدوى النفسية” متأصلة في الحالة التي يمكن أن يعاني فيها الأصدقاء وأقارب الشخص المصاب من هذه الحالة.

شاهد فيديو مستشفي الامل للطب النفسي وعلاج الادمان

الأسئلة الشائعة حول الهيستريا

خلال الاسطر القليلة القادمة سيوضح لكم مركز بيت الامل كافة الاسئلة المتعلقة بـ الهيستريا وأعراضها:

ما هي أعراض الهيستريا الجماعية؟

الهيستريا الجماعية هي حالة تظهر بين مجموعة كبيرة من الأشخاص بدون أسباب عضوية معروفة، ومن بعض أعراضها الصداع، الدوار، الغثيان، آلام في البطن، سعال، تعب ألم في الحلق.

هل الهيستريا مرض؟

لا تعد الهيستريا مرضًا في حد ذاتها، إلا أنها أحد الأعراض المصاحبة لأمراض أخرى كالصرع والانفصام وغيره.

هل يمكن علاج الهيستريا؟

نعم، يمكن علاج الهيستريا بعلاج المرض المسبب، وذلك بالحصول على التشخيص المناسب.