اضطراب الشخصية الوسواسية الكمال الزائد قد يدفع إلى الوحدة
اضطراب الشخصية الوسواسية هو واحد من أنواع الاضطرابات الشخصية المنتشرة بين الناس، ويقصد به الالتزام الزائد بالترتيب والنظام والسعي إلى المثالية والكمال إلا أنه وعلى الرغم من أنه يبدو ظاهريا أمر جيد له العديد من النتائج العكسية المترتبة عليه سواء على الصعيد الأسرى والاجتماعى أو فى العمل.
ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية:
هو خلل في الشخصية يدفع صاحبها إلى الميل الزائد نحو الكمال، فيتسم بما يعرف بمذهب الكمالية والقيام بكافة الأعمال بشكل بطئ دقيق ومنظم يستغرق منه أوقات طويلة، دون تحقيق الإنجاز المرجو في النهاية، وقد يدفعهم ذلك الكمال للتحكم في حياة من حولهم ورفض الخطأ والانحراف عن الطريق الصحيح لذا غالبا ما يعانون المصابون به بالوحدة وفشل العلاقات والبعد عن الناس لعدم تقبلهم التدخل الزائد والسيطرة على حياتهم.
الأضرار المترتبة على اضطراب الشخصية الوسواسية:
- على الرغم من أن الميل نحو الكمال والقيام بالأعمال بشكل دقيق ومنظم يبدو شئ صحيح نتائجة جيدة إلا أن الحد الزائد قد ينقلب إلى أثر عكسي ويدفع صاحب الشخصية الوسواسية إلى فقدان عمله بسبب استغراق وقت طويل في الاهتمام بالتفاصيل الغير هامة على حساب نتيجة العمل التى لن تظهر بالشكل المرجو المطلوب منه مما يعرضه لخطر الرفد.
- لذا فإن بعض الأعمال التي تحتاج إلى تدقيق ومراجعة الحسابات والسندات المالية لا يصلح القيام بها الشخصية الوسواسية لعدم قدرتة على الإنجاز و تأدية المهمة المطلوبة في الوقت المحدد.
- على الرغم من اجتهاد الشخصية الوسواسية في العمل والدقة في أداء وظيفته إلا أنه لا يحقق نجاح ملحوظ يناسب ذلك الكمال والالتزام في الاداء بسبب ضياع وقته في تفاصيل هامشية ليس لها فائدة.
اضرار الكمال الزائد على الحياة الاجتماعية:
- قد تتأثر الحياة الاجتماعية بما فيها مشروعات الزواج والعمل بالتسويف وعدم الرد والتردد الشديد الذي يسيطر على صاحب الشخصية وعدم القدرة على أخذ قرار حاسم في الوقت المناسب، فيثير شك من يريد الارتباط به أنة لا يحبذ فكرة الارتباط أو يخدعة ولا يريد الزواج مما يؤدي إلى الخلاف والانفصال.
- قد تدفع الرغبة الزائد للكمال في التحكم في حياة من حوله وخاصة أسرته حتى في أدق التفاصيل الصغيرة مما يجعل الحياة معه صعبة التحمل بسبب التدقيق الزائد والسيطرة المطلقة.
- في أغلب الأحيان يفشل صاحب الشخصية الوسواسية في تكوين صداقات أو علاقات اجتماعية وانسانية تعتمد على المشاعر إذ يتسم باللامبالاة وعدم القدرة على العطاء والحب والاهتمام بالأخر.
- الرقابة الزائدة على الأبناء التي يمارسها أحد الوالدين المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية للرغبة فى الكمال والمثالية يضع الأبناء تحت ضغط عصبي وتوتر شديدين، قد يدفعهم للتمرد وسلوك طرق الانحراف نتيجة عكسية لهذا الكبت بالإضافة الى الاصابة بالامراض النفسية المختلفة أبرزها التوتر والاكتئاب الذى ينعكس على الصحة الجسدية العامة.
السمات العامة لاضطراب الشخصية الوسواسية:
- الاستغراق بالتفاصيل أو القواعد فيمضى الشخص كثير من الوقت مهتما بالتفاصيل والقوانين غير الهامة مما يؤدي إلى ضياع الهدف الرئيسي.
- تعارض مبدأ الكمال مع إنجاز المهام فقد يؤجل الشخص أو لا ينجز الأعمال الهامة لأنه مستغرق بالتفكير أي أن كل شئ يجب ان يكون كاملا.
- الإلتزام المفرط بالعمل والانتاجية ويمكن اعتبار الشخص مدمن عمل.
- ضمير حى جدا لا يفرط في بأمور الفضيلة والأخلاق فيرى الشخص القضايا الاخلاقية اما صح او خطا والحياة تتراوح بين اللونين الأبيض والأسود.
- عدم القدرة على التخلص من الأشياء التافهة أو التالفة فيدخر الشخص الأشياء التي ليس لها قيمة مادية أو عاطفية
- الإصرار على قبول الآخرين طريقة في تسيير الأعمال ويرفض انحراف اي فرد في الأسرة أو زميل في العمل أو صديق عن خطة العمل التي يضعها.
- الإفتقار الى الكرم فيمتاز الشخص بالبخل فيما يتعلق بالأمور المالية.
- إظهار الصلابة والعناد، ويفتقر الشخص الصلابة والمرونة عند التعامل مع الأخرين.
- يتمتع ببعض الصفات الشخصية من لا مبالاة والشح العاطفي الذي يفقده القدرة على تكوين صداقات وعلاقات عاطفية وانسانية ناجحة وقوية.
علاج اضطراب الشخصية الوسواسية:
في البداية ينبغي التفريق بين أساليب العلاج المستخدمة في اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهرى فعلى الرغم من اشتراك بعض الصفات العامة بين الاثنين إلا أن العلاجات المستخدمة في حالة الوسواس القهري وخاصة النوعين العنيف والجنسي لا تنفع مع اضطراب الشخصية الوسواسية.
كيف أعرف أني مصاب باضطراب الشخصية الوسواسية:
اذا كنت تتمتع باربع صفات من السمات العامة للشخصية الوسواسية المذكورة بالأعلى وسببت لك مشاكل كبيرة في حياتك وابتعاد الناس عنك فأنت أحد المصابين بها وينبغي عليك التخفيف من ميولك إلى الكمال الزائد الذي ينعكس على علاقاتك الإنسانية والأسرية وأدائك في العمل.
الفرق بين اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهرى؟
هناك خطأ شائع عند الناس بين اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهري، وغالبا ما تستخدم كلمة وسواسى لوصف الشخص الدقيق والمنظم الذي يسعى إلى أداء الأعمال على أكمل وجه، وعلى الرغم من أن النظام والدقة من الصفات الجيدة التي تؤدي الى نتائج ناجحة الا انها ممكن في بعض الأحيان تنقلب بشكل عكسى إذ وصلت الى حد الهوس الكمالي، و الوسواس القهري مرض تتوقف معه الحياة ويؤدي الى عطب فيها وعدم قدرة المريض على التأقلم مع أفكاره أما المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية فهو عبارة عن خلل في التفكير ولا يعانى من منغص لحياته يجعلها تتوقف عليها ولا يستطيع التأقلم معها.