كيف تتخلص من الوحدة والاكتئاب: وما هي أسبابها وأعراضها والأضرار الناتجة عنها

الوحدة والاكتئاب من أكثر المشاعر المزعجة التي يمكن أن تسيطر على الشخص لفترة طويلة من الوقت، وفي بعض الأحيان تكون طبيعية تستمر لأيام أو أسابيع قليلة، أما في الحالات الأخرى قد تتحول إلى مرض مزمن يحتاج إلى تدخل طبي لمنع تفاقم الأعراض، نستعرض معك كافة التفاصيل حول تعريف الوحدة والاكتئاب وأعراضهم وأبرز الأسباب المساهمة في الإصابة بهم و كيف تتخلص من الوحدة والاكتئاب.

تعريف الوحدة والاكتئاب

الوحدة هي شعور يثقل كاهلك ويمنع شعورك بالراحة إضافة إلى عدم وجود شخص مفضل بجانبك، بينما الاكتئاب هو اضطراب عقلي يحدث نتيجة تغيير في كيمياء المخ، ويتطلب الخضوع لبرنامج علاجي على المدى الطويل. الوحدة قد تكون حالة عاطفية عابرة، تتعلق باحتياجك المستمر في التواصل مع آخرين أو الانتماء إليهم، وبمجرد تلبية هذا الاحتياج، تقل حدة الوحدة.

على الصعيد الآخر، الاكتئاب لا يتعلق فقط بالحاجة إلى التواصل مع الآخرين، بل العلاج النفسي هو الحل الوحيد للسيطرة على أعراض الاكتئاب، ويستمر لسنوات في بعض الحالات. ومن أهم الفروق بين الوحدة والاكتئاب أن التفاعل الاجتماعي قد يؤدي إلى تشتيت انتباه المكتئب مؤقتًا، لكنه لن يساعده على تجاوز الاضطراب، لأنه بعد قضاء الوقت مع شخصك المفضل سوف يستمر الشعور بالفراغ والفتور وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين.

يؤثر الاكتئاب على اهتمام الشخص بالتواصل مع الآخرين، ويشعر خلاله الشخص بتدني القيمة أو الذنب الملاحق، وأحيانًا يعتقد أن الآخرين لا يريدون قضاء الوقت برفقته.

تعريف الوحدة والاكتئاب

ما هي طرق علاج الاكتئاب المزمن واسبابة واعراضة؟

أسباب الشعور بالوحدة والاكتئاب

تحديد سبب الاضطراب العاطفي الذي يمر به الشخص هو الخطوة الأولى نحو التخلص من المشاعر غير المرغوب بها، ومن أبرز أسباب الشعور بالوحدة والاكتئاب:

الانتقال إلى مكان جديد وعدم الرغبة في التعامل مع أشخاص جدد.
الطلاق نتيجة لوجود خلافات زوجية قوية.
وفاة أحد الأشخاص المقربين.
تدني احترام الذات وفقدان الشعور بالثقة.
عدم الحصول على الاهتمام الكافي من قبل الآخرين.
التعرض للتنمر خلال مرحلة الطفولة.
معاناة الأبناء من سوء المعاملة الأسرية.
التعرض لضغط نفسي شديد مع عدم القدرة على التخلص منه.

اعراض الشعور بالوحدة والاكتئاب

ينطوي كل من الوحدة والاكتئاب على مشاعر متشابهة، وتتمثل أبرز أعراض الوحدة والاكتئاب فيما يلي:

الهياج والعنف.
الأرق أو اضطرابات النوم.
تشوش العقل.
الخمول وضعف الطاقة.
تدني الثقة بالذات.
اضطراب الشهية بالنقص أو الزيادة.
آلام وأوجاع نفسية غير مبررة.

ما هي علامات التعافي من الاكتئاب وهل يعود الاكتئاب بعد العلاج

الأضرار الناتجة عن الإصابة بالوحدة والاكتئاب

تتمثل أبرز الأضرار الناتجة عن الإصابة بالوحدة والاكتئاب في ظهور مجموعة من العلامات النفسية والجسدية.

1- الأضرار النفسية للوحدة والاكتئاب

يعاني المصاب بالوحدة والاكتئاب من بعض المشكلات النفسية التي تلازمه لفترة طويلة من الوقت، وأهمها:

اضطرابات النوم

لا يستطيع الشخص الوحيد أو المكتئب أن يحظى بقسط كاف من النوم لساعات متواصلة يوميًا، وسوف ينعكس ذلك بشكل كبير على حياته وقدراته الجسدية، ويتدنى مستوى التركيز، وتسوء حالته المزاجية.

إدمان المخدرات

الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يلجأون إلى تعاطي المخدرات أو الكحول للهروب مما يشعرون به. خاصة إذا كانوا في فئة المراهقة، ومن أبرز أعراض إدمان المخدرات فقدان التركيز والذاكرة، بالإضافة إلى الرعشة والإثارة.

تدهور العلاقات الأسرية

يسبب الاكتئاب فشلًا ذريعًا على مستوى العلاقات سواء الخاصة أو المهنية، ويصبح من الصعب على العائلة التعامل مع المريض أو تحمله، خاصة إذا كان لديه ميل إلى إيذاء نفسه.

الانتحار

قد يقود الاكتئاب الشخص إلى الانتحار لإنهاء الأفكار التي تدور بذهنه، أو الهروب مما يشعر به، وهو أحد أخطر أضرار الاكتئاب.

معلومات تهمك حول كيف تتغلب على الوحدة والفراغ

2- الأضرار الجسدية للوحدة والاكتئاب

يعاني المصاب بالوحدة والاكتئاب من بعض الأضرار الجسدية التي تظل ملازمة له لفترة طويلة من الوقت، وأبرزها:

ضعف الجهاز المناعي

الشعور بالوحدة والاكتئاب لفترة طويلة من الوقت يسبب ضعف الجهاز المناعي، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض جسدية خطيرة، نتيجة إفراز بعض الهرمونات المتعلقة بالقلق والتوتر.

ارتفاع معدل ضغط الدم

من أخطر أضرار الوحدة والقلق ارتفاع معدل ضغط الدم، وهو ما يسبب إلحاق ضررًا بالغًا ببعض أجهزة الجسم مثل الكلى أو المخ أو القلب.

الزهايمر

من اضرار القلق والوحدة التأثير سلبًا على القدرات العقلية للفرد، وفقدانه القدرة على التركيز والتذكر، والإصابة بأمراض الذاكرة على المدى الطويل، ومنها الزهايمر.

ما هي طرق علاج القلق والاكتئاب والأدوية الفعالة في العلاج

إحصائيات علمية حول أعداد المصابين بالوحدة والاكتئاب

كشفت الأبحاث أن كبار السن الذين يعانون من الوحدة يرتفع لديهم خطر الوفاة بنسبة 26%. أثبتت الاحصائيات أن العزلة الاجتماعية تماثل في خطورتها الإصابة بالسمنة أو تدخين حوالي 15 سيجارة يوميًا.

الأشخاص الذين يعانون من الوحدة تزداد احتمالات إصابتهم بالاكتئاب نحو 3 أضعاف مقارنة بغيرهم، كما يشعرون بالخمول بمقدار 3 مرات أكبر مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، وترتفع لديهم قابلية الإصابة بمرض السكري بنحو 7%.

تشير الدراسات إلى أن نحو ثلث كبار السن في الفئة العمرية 60 عامًا فيما فوق معرضون للإصابة بالعزلة والوحدة، وهو ما يؤثر بالسلب على حالتهم الصحية، ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 21% في عام 2050.

ما يقرب من 23% من ذوي الإعاقة يشعرون بالوحدة ويرغبون في الانعزال طوال الوقت، وتزداد هذه النسبة إلى ما يقرب من 38% في المراحل العمرية الأصغر.

من الاكثر عرضة للاصابة بالوحدة والاكتئاب

كشفت دراسة أجراها باحثون في لندن على 18 ألف شخص في الفئة العمرية من 19 إلى 62 عامًا، أن الفتيات في مرحلة الشباب أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية أو العقلية.

وأثبتت الدراسة أن 20% من النساء يعانون من الاكتئاب في مقابل 14% من الرجال، في حين أن أكثر من 30% من النساء يشعرون بالوحدة في مقابل 25% من الرجال.

العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والوحدة والاكتئاب

أثبتت دراسة علمية حديثة أن قضاء وقت طويل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز يرتبط بظهور أعراض الاكتئاب والوحدة. وأكد الباحثون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 4 سنوات ارتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب.