هل التفكير الزائد مرض نفسي؟ وما هي أضراره؟ تعرف على الإجابة
هل التفكير الزائد مرض نفسي؟ ذلك السؤال الذي يرهق العديد من الناس الذين يعانون من الإفراط في التفكير، وعدم السيطرة على الأفكار والشعور المستمر بالقلق حيال كافة مناحي الحياة، فبالرغم من أن جميعنا يمر بفترة من التفكير الزائد نتيجة التعرض لمشكلة ما أو ضرورة اتخاذ قرارات هامة، إلا أن الأشخاص المصابون بالتفكير الزائد لا يتوقفون عن ذلك حتى أثناء عدم وجود ما يدعو لذلك، فهو يقلقون بشأن ما سيحدث في المستقبل، فهل لديهم مرض نفسي يتطلب العلاج؟ أم يمكن التخلص منه بمفردهم؟ هذا ما سوف نعرفه في هذا المقال.
هل يمكن علاج المرض النفسي بدون طبيب؟ إليك التفاصيل كاملة
أنواع التفكير الزائد
التفكير بشكل عام ليس أمرًا سيئًا لكنه ضروري في بعض الأوقات، عند اتخاذ قرار مهم أو لحل مشكلة ما أو لتعلم مهارة جديدة، ولكن أنواع التفكير الزائد السلبية هي التي ترتبط بالآتي:
- التفكير في الماضي والقرارات السابقة والشعور أن كان من الأفضل لو فعلت هذا أو قررت ذاك القرار، فإن اجترار الماضي والتفكير الزائد به يعد تفكيرًا سلبيًا.
- كثرة التفكير في المستقبل والقلق على ما سوف يحدث، وتصور مواقف سلبية والتشاؤم بشأن مستقبلك، وخلق مشاهد وأحداث سوداوية عن المستقبل.
النوعان السابقان من التفكير أحد أهم أسباب الضغط النفسي والعصبي الذي يغرق فيه الشخص ويدخل في دوامة تشاؤمية لا تنتج نمط حياة إيجابي.
ما هي أعراض التفكير الزائد
إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من الإفراط في التفكير، فبالتأكيد سوف تواجه أعراض التفكير الزائد التالية:
- تصاب بالقلق نحو عدة مواضيع في نفس الوقت.
- التفكير دائمًا في السيناريو الأسوأ للأحداث.
- صعوبة اتخاذ القرارات والتفكير مرة أخرى بعد الوصول لقرار.
- فقدان القدرة على التركيز.
- الشعور بالضيق.
- كثيرًا ما تسعى للحصول على آراء الآخرين لتشعر بالطمأنينة تجاه قرارك.
- صعوبة في النوم نتيجة عدم قدرتك على السيطرة على الأفكار في عقلك.
يقول دكتور “ديوك” المعالج النفسي، أن القلق لدى الأشخاص المصابين بـ التفكير الزائد هو أمر لا ينتهي عند موضوع معين، فإذا كنت قلقًا بشأن الحصول على عمل، وقد حصلت عليه بالفعل، سوف تبدأ بالقلق بشأن المال، ثم تبدأ بالقلق بشأن فقدان الوظيفة وهكذا.
تعرف على أسعار المصحات النفسية في عمان والعوامل التي تحددها
أضرار التفكير الزائد
أضرار التفكير الزائد تحدث بسبب التركيز على النقاط السلبية والتفكير في الماضي والقلق على المستقبل، ويؤثر ذلك على الصحة الجسدية والنفسية للفرد، مما يؤدي للمشكلات الآتية:
-
الإصابة بالأرق
أكثر الأضرار شيوعًا هو صعوبة النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التفكير الزائد.
-
مشاكل الجهاز الهضمي
كثرة التفكير تؤدي إلى التوتر العصبي مما يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان وآلام المعدة، وفقدان أو زيادة الشهية.
-
الإصابة بالقولون العصبي
التوتر والقلق الناتج عن التفكير الزائد يتسبب في حدوث تقلصات في القولون العصبي وعضلات المعدة.
-
صعوبة التركيز وضعف الذاكرة
يؤثر التفكير الزائد على خلايا المخ مما يسبب فقدان القدرة على التركيز ومشاكل في الذاكرة أيضًا من أهم أضرار التفكير الزائد ما يلي:
- الإصابة بالصداع.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ضيق في التنفس.
- الدوار.
كيف أعالج نفسي من التفكير الزائد
الإفراط في التفكير إحدى المشكلات النفسية التي يرغب الأشخاص في التخلص منها بمفردهم، ويتساءلون كيف أعالج نفسي من التفكير الزائد؟ لذا يقدم فريق متخصص من أطباء مركز بيت الأمل أهم النصائح للتخلص من التفكير الزائد، اتبع الآتي:
-
تشتيت انتباهك
بدلا من الجلوس لفترات طويلة والتفكير في مشكلة ما، يمكنك أن تقوم بتشتيت انتباهك بأشياء أخرى، وجعل عقلك يأخذ فترة استراحة قليلًا، مثل العمل في الحديقة، أو تعلم الموسيقى والرسم وممارسة بعض التمارين الرياضية، فقد يساعدك الإلهاء على جعل عقلك يركز على أشياء أكثر إنتاجية.
-
تدوين مخاوفك
يمكنك تدوين كافة محفزات القلق لديك، والأشياء التي تفكر بها، والمواقف التي تعرضت لها وسببت لك الضيق أو الاستياء، يساعدك ذلك على إفراغ الطاقة السلبية على الورق، ومن ثم تخلص منها.
-
استراتيجيات الاسترخاء
استراتيجيات الاسترخاء الإيجابية تساعد في تقليل القلق وارتفاع نسبة الأكسجين في الدم مما يجعل الدماغ يفكر بصورة أفضل، ومنها “التأمل، واليوجا، والقراءة، والجلوس أمام المناظر الطبيعية في الهواء الطلق”.
-
تغيير نمط الحياة
أنماط الحياة السيئة تلعب دورًا أساسيًا في الإصابة بالتفكير الزائد، لذا يمكنك تغيير نمط حياتك للأفضل عن طريق تقليل تناول المواد الغذائية الغنية بالكافيين أو الكربوهيدرات، واتباع نمط غذاء صحي، وتجنب شرب الكحول أو تدخين التبغ، وخلق جو هاديء في غرفتك قبل النوم والاستحمام بالماء الدافيء، وإرخاء عضلات جسمك والتمدد جيدًا، والتفكير في أشياء جميلة ترغب في تحقيقها، والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي وقراءة الأخبار، يساعدك ذلك على النوم أسرع والحصول على قسط كافي من النوم.
برامج إعادة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي تعرف عليها بالتفصيل
هل التفكير الزائد مرض نفسي
التفكير الزائد ليس مرض نفسي، ولم يعترف به كأحد حالات الصحة العقلية، لكنه قد يكون أحد أعراض الاكتئاب أو القلق، حيث تشير الدراسات إلى أن التفكير الزائد يرتبط عادة باضطراب القلق العام، الذي ينطوي على الإفراط في القلق والتفكير في عدة أشياء.
هل التفكير الزائد يسبب أمراض
نعم، التفكير الزائد يسبب أمراض، ويؤدي إلى مشاكل صحية وخيمة، على المستوى الجسدي والنفسي، ذلك نتيجة تأثير التفكير المفرط على الهرمونات والمواد الكيميائية التي يفرزها المخ، ومنها زيادة إطلاق هرمون الكورتيزول، الذي يسبب أضرارًا بالغة على صحة الفرد، ومن أهم الأمراض الناتجة عن التفكير الزائد، ما يلي:
- تلف خلايا المخ وضعف الذاكرة.
- الإصابة بأمراض القلب.
- مشاكل الجهاز الهضمي.
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- تقليل نشاط جهاز المناعة.
- الإصابة بالاضطرابات الجلدية، مثل “الصدفية، والبهاق”.
- زيادة خطر الإصابة باضطرابات الطعام.
- اضطرابات النوم، مثل الأرق.
- الوفاة المبكرة.
هل التفكير الزائد يسبب الجنون
التفكير الزائد يؤثر على الصحة العقلية كما يؤثر على الصحة الجسدية، وقد يؤدي للإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل اضطراب القلق العام والأرق، وصعوبة التركيز والتحكم في الانفعالات، فقد يصدر على الشخص ردود فعل قوية لا تناسب الموقف الذي تعرض له، وعادة ما يصاب المريض بالتفكير الزائد بالإحباط واليأس وضعف العزيمة نتيجة التفكير المستمر بشكل تشاؤمي، فقد يقدم على الانتحار أو يفقد التواصل مع الواقع.
تجربتي مع الطبيب النفسي وأهم الأسئلة التي سألها تعرف عليها بالتفصيل
طرق علاج التفكير الزائد
طرق علاج التفكير الزائد تتضمن نوعين من العلاج، يمكن أن تحتاج لتطبيق كلا النوعين أو واحدة منهما، وهما كما يلي:
-
العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي هو الأكثر فعالية للسيطرة على التفكير الزائد، حيث يساعد في تعلم كيفية تحدي الأفكار السلبية وتطوير طرق التأقلم التي تعمل على تخفيف القلق والتفكير الزائد.
-
العلاج الدوائي
يمكن أن يلجأ طبيبك لوصف أحد مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب أو البنزوديازيبينات للسيطرة على القلق، ولكن في حالة الإصابة بالقلق الشديد وفقدان القدرة على النوم بشكل تام.
أسئلة هامة تدور حول التفكير الزائد يجيب عليها أطباء مركز بيت الأمل
هل التفكير الزائد يسبب الصداع؟
نعم، التفكير الزائد يسبب الصداع المزمن، الذي يصعب التخلص منه، وذلك نتيجة ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، ويطلق عليه الصداع التوتري، أو صداع القلق.
هل أحلام اليقظة نوع من أنواع التفكير الزائد؟
يمكن أن تصبح أحلام اليقظة نوع من أنواع التفكير الزائد، إذا ارتبطت باختلاق تصورات ومشاهد سلبية أو تستند على عقيدة تشاؤمية حول النظرة للمستقبل، ولكن هناك أحلام اليقظة التي تشير إلى اختلاق مواقف أو أحداث لنجاحك أو وصولك لهدفك في الحياة، وذلك نوعًا إيجابيًا لأحلام اليقظة.
ما هي العلاقة بين التفكير الزائد والوسواس؟
التفكير الزائد والوسواس وجهان لعملة واحدة، فقد يؤدي أحدهما للإصابة بالآخر، فإن الوسواس القهري يتضمن التفكير المفرط والقلق المستمر، والتفكير الزائد يزيد من خطر الإصابة بالوسواس ويؤدي إلى تجنب الحياة الاجتماعية والميل إلى العزلة.
هل التفكير الزائد يسبب الموت؟
نعم، وفقًا لدراسة أجريت في جامعة هارفارد فإن الإفراط في التفكير يؤدي لـ قصر عمر الفرد، وذلك نتيجة إجهاد خلايا المخ بشكل أكبر من الأشخاص الذين يفكرون بصورة أقل، والأضرار الصحية الوخيمة التي يسببها التفكير الزائد والتي تزيد من خطر الموت المبكر.
مقالات تهمك
- كيف أتخلص من أعراض القلق الجسدية؟ تعرف على الإجابة
- برامج إعادة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي تعرف عليها بالتفصيل
- تعرف بالتفصيل على مرض الاكتئاب الهوسي وطرق علاجه الفعالة
- هل تعلم متى يجب زيارة الطبيب النفسي وما هو دوره تجاه المريض ؟
- معلومات تهمك حول أسباب وأعراض الأمراض النفسية عند النساء وطرق علاجها