تعرف علي تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة بالتفصيل والأضرار الناتجة عنها

تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) على الرغم من صعوبتها إلا أنني تعلمت الكثير من الطرق التي ساعدتني فيما بعد كي أتحكم في أفكاري و مشاعري وانفعالاتي، وبعد عام من القلق والارتباك وصعوبة النوم، أصبحت قادرًا على مواصلة حياتي بصورة أفضل، إليك تجربتي بالتفصيل.

تعريف اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو أحد الاضطرابات النفسية التي يصاب بها الشخص عند المرور بحادث مؤلم مثل واقعة خطيرة أو كارثة طبيعية أو عنف جسدي أو تهديد بالقتل أو حتى التعرض للاغتصاب مرضى اضطراب ما بعد الصدمة لديهم مجموعة من الأفكار والمشاعر المزعجة والمفرطة التي تتعلق بالتجربة التي عاصروها، وتستمر لفترة طويلة حتى عقب انتهاء الحادث المؤلم الذي تعرضوا له، يستعيد المريض بهذا الاضطراب الحدث من خلال الكوابيس أو الذكريات، وهو ما يولد مشاعر بالغضب أو الخوف أو الحزن الشديد، ويدفعه إلى العزلة بعيدًا عن المحيطين، ويتجنب دائمًا أي موقف أو شخص قد يذكره بهذا الحدث.

أسباب الأمراض النفسية الجسدية واعراضها وطرق علاجها ؟

إحصائيات هامة حول عدد المصابين باضطرابات ما بعد الصدمة

تُقدر الاحصائيات عدد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة بحوالي 1 من كل 3 أشخاص مروا بتجربة مؤلمة، ووفقًا لدراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، يصاب حوالي 3.5% من كل عام بهذا الاضطراب، وأن النساء هن الأكثر عرضه له بمقدار الضعف مقارنة بالرجال.

أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بشكل عام

العوامل التالية يمكن أن تكون أحد أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وتشمل:

• التعرض لأحد حوادث الطرق الخطيرة
• التعرض لاعتداء جسدي عنيف مثل اعتداء جنسي.
• الإصابة بمرض خطير.
• من المحتمل أن يصاب الشخص بالاضطراب عقب التعرض للحادث على الفور، أو بعد مرور فترة تقدر بأسابيع أو شهور أو سنوات قصيرة.

العلامات التي ظهرت علي اثناء تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة

من تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة تنقسم الأعراض إلى 4 فئات أساسية تختلف في حدتها من شخص لآخر، وهي:

• فرط التفكير

التفكير المفرط الذي يتضمن ذكريات مؤلمة ولا إرادية تسترجع الأحداث الصادمة من علامات الإصابة. حيث يشعر الشخص بأن الذكريات حقيقية وأنها تحدث الآن بنفس الطريقة التي كانت بها في الماضي.

• العزلة

يتجنب المريض الأنشطة والأشياء والأماكن والمواقف والأشخاص الذين من الممكن أن يثيروا الذكريات المؤلمة، ويلجأ إلى العزلة كي لا يفكر في الحادث الذي تعرضوا له، أو يتناقش بشأنه مع المحيطين.

•  تغييرات في المزاج والإدراك

تتغير الحالة المزاجية للمريض باستمرار، وكذلك مدى إدراكه أو تذكره للأحداث، فهو لا يستطيع تذكر بعض الجوانب الهامة للحادث، كما تسيطر عليه بعض المشاعر والأفكار السلبية التي تخلق فيما بعد معتقدات مزيفة عن النفس أو الآخرين، في هذه المرحلة يلقي المريض اللوم على نفسه أو الآخرين، ويتملكه خوف ورعب شديد، وشعور بالعار أو الذنب، ويقل اهتمامه بالأنشطة التي يفضلها، ولا يستطيع الشعور بالرضا أو السعادة.

• ردود فعل عنيفة ومفاجئة

يصاب الشخص بنوبات من الغضب والانفعال تظهر جلية في ردود فعله حيال المواقف التي يمر بها، وقد يتصرف بتهور، أو ينتبه بصورة مفرطة للأشياء المحيطة به، ويواجه صعوبة في النوم أو التركيز.

معلومات هامة حول علاج اضطراب المعدة النفسية تعرف عليها

كيف يمكن تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

لتشخيص الاضطراب ما بعد الصدمة، يجري الطبيب فحصًا كاملًا للصحة النفسية والعقلية، كما يجري فحصًا بدنيًا كاملًا للتأكد من عدم وجود أي سبب آخر وراء الأعراض التي يشعر بها الشخص، يعتمد الطبيب في تشخيصه على ظهور الأعراض السابقة لمدة لا تقل عن شهر، على أن تكون الأعراض متداخلة مع نمط الحياة اليومي، وتؤثر على أداء الشخص، وفي الغالب تستمر الأعراض لمدة شهور أو سنوات، وترتبط ببعض الاضطرابات أو المشكلات الأخرى مثل تعاطي المخدرات أو الاكتئاب.

من هم الاكثر عرضة للاصابة باضطراب ما بعد الصدمة

ليس كل من يمر بحادث مؤلم يصاب بصدمة نفسية، ولكن الأكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة هم الأشخاص الذين لديهم أحد عوامل الخطر التالية:

• تجارب صادمة

المرور بتجربة صادمة مثل الاغتصاب أو الكوارث أو حادث سيارة  يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، بسبب تراكم الضغوط، وتفاقم الآثار السلبية على المدى البعيد.

• سوء المعاملة

الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع التعرض لسوء المعاملة أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي هم الأكثر عرضة للإصابة بالصدمات النفسية.

• الوراثة

إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب مصاب بالاضطراب فمن المحتمل أن تصاب به أو تعاني من أحد الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب.

• تعاطي المخدرات

الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع تعاطي المخدرات يكونوا أكثر عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة، بسبب تداخل تأثيرات المخدر مع الأحداث اليومية.

• الإجهاد المزمن

الإجهاد الشديد والمستمر يسبب العديد من المشاكل الجسدية والنفسية، ويضعف القدرة على التعامل مع الصدمات.

معلومات هامة حول أنواع اضطرابات الشخصية وكيفية التعامل معها ؟

نصائح هامة للتعامل مع اضطراب الصدمة النفسية

هناك العديد من النصائح التي تساعد على التعامل مع اضطراب الصدمة النفسية، والتحكم في الأعراض، والسيطرة على المحفزات، كي تتحكم في مخاوفك، وتشمل النصائح:

• إتباع نظام غذائي صحي متوازن للحفاظ على القدرة البدنية والعقلية.
• تحديد محفزات أعراض الاضطراب ومواجهة المخاوف.
• الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء.
• أخذ قسط كاف من الراحة والنوم.
• ممارسة الرياضة يوميًا.
• تجنب أي محفز يزيد من التوتر أو القلق.

كيف بدأت تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة

بدأت تجربتي مع اضطراب ما بعد الصدمة عندما أتممت 10 سنوات، حيث تعرضت لحادث سيارة فقدت والدي على إثره، أصبت بحزن بالغ وقلق شديد، ولم أستطع أن أتخلص من هذه الذكرى التي ظلت عالقة بذهني حتى بعد مرور 8 أعوام، كنت أصاب بنوبات هلع شديدة، حتى أنني لا أستطيع ركوب السيارة إلا بعد معاناة شديدة، وينتابني الذعر الشديد، حتى قررت والدتي إجباري على زيارة طبيب نفسي كي أتخلص من الأعراض المرهقة التي أمر بها.

تجربتي مع علاج اضطراب الصدمة النفسية

خلال تجربتي مع علاج اضطراب الصدمة النفسية، تعلمت كيفية التحكم في الأعراض التي أمر بها، وكيف أسيطر على الذكريات السيئة التي تمر أمامي كل لحظة وتصيبني بالذعر، اعتمد الطبيب على خيارات علاجية مختلفة، تركز جميعها على تهدئة الأفكار، والتخلص من السلبية. إضافة إلى التدريب على استراتيجيات التعامل الصحيحة مع المواقف والأشخاص.

اشياء قد لا تعرفها عن أنواع الصدمات النفسية وكيف يمكن علاجها

مراحل علاج الصدمة النفسية التي مررت بها

من خلال تجربتي، يمر علاج الصدمة النفسية بالمراحل الآتية التي تستخدم بصورة متزامنة لتحسين حالة المريض في أسرع وقت ممكن، والمراحل هي:

• العلاج النفسي

يستخدم الطبيب أنواعًا متعددة من برامج العلاج النفسي، لمساعدة الأطفال والبالغين وتتضمن بعض أنواع العلاج النفسي:

• العلاج المعرفي

يساعدك على التفكير بطريقة صحيحة في الذكريات العالقة بالذهن، والتخلص من المعتقدات السلبية، وتهدئة شعورك بأن الحدث الصادم الذي تعرضت له سوف يتكرر مرة أخري.

• علاج التعرض

يساعدك على مواجهة المواقف والذكريات المخيفة، لتصبح متقبل لها وتتمكن من التعامل معها بشكل فعال، من خلال التعرض للموقف مرة أخرى ومعالجة ردود الأفعال تجاهه.

العلاج الدوائي لاضطراب مابعد الصدمة

أنواع عديدة من الأدوية تساعد في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وهي:

• مضادات الاكتئاب: تساعد في علاج أعراض القلق والاكتئاب، وتحسين القدرة على النوم والتركيز، ومن أبرز مضادات الاكتئاب المستخدمة زولوفت وباروكستين.
• مضادات القلق: تخفف من القلق الشديد والمزمن. لكن يتم تناولها بجرعات محدودة حتى لا يسئ المريض استخدامها، ويطور إدمانًا عليها، وتستخدم لفترة قصيرة جدًا.

الخلاصة: اضطراب ما بعد الصدمة يمكن علاجه بنجاح حتى بعد مرور سنوات عديدة على  التعرض لحادث صادم أو مؤلم، ويعتمد الوقت المستغرق في العلاج على شدة الأعراض، وسرعة استجابة المريض، لذلك لا تتردد في استشارة أحد أطبائنا النفسيين لتحصل على الدعم العاجل، فالتشخيص المبكر هو أول خطوات التعافي من أي اضطراب نفسي.