أعراض مرض التوحد عند الأطفال والتعامل مع طفل التوحد
مرض التوحد عند الأطفال هو أحد الأمراض الغير شائعة التي يصعب التعامل معها، والتي تستمر مع الأسف طوال الحياة وينتمي ذلك المرض إلى اضطرابات النمو الذي تؤدي إلى تأخر النمو البدنى أو العقلي.
فما هو هذا المرض وما هي أعراضه وكيف يمكنك التعامل معه هذا هو ما سنعرفه معًا في هذه المقالة.
ما هو مرض التوحد
مرض التوحد هو أحد اضطرابات النمو التي تنتج عن التأخر أو النمو الغير طبيعي عقليًا أو بدنيًا، مما يسبب آثارًا طويلة الأمد على الطفل كصعوبة التعامل والتواصل الاجتماعي.
وتظهر أعراض مرض التوحد عند الأطفال غالبًا أثناء ال3 سنوات الأولى من حياتهم، ثم تستمر هذه الأعراض في الزيادة تدريجيًا على مدار الحياة.
اقرأ ايضاً: ما هي الاضطرابات النفسية لكبار السن وطرق علاجها
ما هي أسباب الإصابة بمرض التوحد
ترتبط الإصابة بمرض التوحد ببعض عوامل الخطر التي تحدث في فترة الحمل، مثل تعرض الأم للعديد من التشياء مثل:
- السموم مثل حمض الفالبرويك.
- أمراض المناعة الذاتية.
- الحصبة الألمانية.
- مبيدات الآفات.
- تلوث الهواء.
- الكوكايين.
- الرصاص.
- الكحول.
أعراض مرض التوحد عند الأطفال
تختلف أعراض مرض التوحد عند الأطفال اختلافُا شديدًا من مريض لآخر، وتبدأ في الظهور منذ الولادة حتى الطفولة، ثم تزيد من بعض ذلك تدريجيًا دون تراجع، وتنقسم هذه الأعراض إلى 3 محاور اساسية هي:
1- النمو الاجتماعي
يجد الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في التواصل الاجتماعي تظهر على هيئة الحدس الذي يعتمد عليه الناس بشكل كبير في التعامل، كما تظهر بعدة أشكال أخرى، منها على سبيل المثال:
- عدم الفهم أو التجاوب مع التعبيرات الوجهية للآخرين.
- انخفاض في التجاوب مع المؤثرات الخارجية.
- النظر والابتسام بشكل قليل للآخرين.
- عدم الاستجابة لمناداتهم بأسمائهم.
- عدم الاقتراب والتواصل مع الناس.
2- التواصل
حوالي ثلث إلى نصف الأفراد المصابين بالتوحد لا يملكون ما يكفي من الكلام الطبيعي لتلبية حاجاتهم اليومية من الاتصال، وقد يظهر هذا منذ السنة الأولى في حياة الطفل.
فيتأخر في النطق بكلماته الأولى، كما قد يميل في بعض الأحيان إلى عكس الضمائر وتكرار الكلمات بالإضافة إلى ذلك يتسم الأطفال المصابين بقلة الطلبات أو مشاركة خبراتهم مع الآخرين.
3- السلوك المتكرر
يمكن للأفراد المصابين بالتوحد إظهار العديد من أشكال السلوك المتكرر مثل:
-
السلوكيات النمطية
حركات متكررة مثل تحريك اليد أو دحرجة الرأس أو هز الجسم.
-
السلوكيات القهرية
هي السلوكيات التي تستغرق وقتًا طويلاً بهدف التخلص من القلق الذي يشعر الفرد والذي ينتج عن الشعور بأنه مضطر لأداءه بشكل متكرر أو وفقًا لقواعد صارمة، مثل وضع الأشياء في ترتيب معين أو فحص الأشياء أو غسل اليدين.
-
الشبه
مقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على عدم نقل الأثاث أو رفض المقاطعة.
-
السلوك الشعائري
نمط غير متغير من الأنشطة اليومية، مثل قائمة غير متغيرة أو طقوس ارتداء الملابس.
-
الاهتمامات الغير طبيعية
الاهتمامات غير الطبيعية بموضوع ما أو شدة التركيز فيه، مثل الانشغال ببرنامج تلفزيوني واحد أو لعبة معينة.
-
إيذاء النفس
سلوكيات مؤذية مثل وخز العين وشد الجلد وعض اليد وضرب الرأس.
اقرأ ايضاً: ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي واعراضة وطرق علاجة
ما هي أضرار مرض التوحد على الأطفال
تظهر أضرار مرض التوحد عند الأطفال بشكل لاحق عليهم وعلى عائلاتهم، وبرغم أن بعض أولئك الأطفال يتميزون بقدرات ومهارات زائدة عن الطبيعي فيما يخص الانتباه والإدراك، إلا أن هناك بعض الأضرار الجسدية مثل:
- المشي على أصابع القدم.
- مشاكل الجهاز الهضمي.
- سوء التخطيط الحركي.
- تغيرات في المزاج.
- ضعف العضلات.
- تأخر اجتماعي.
- مشاكل النوم.
- ضعف اللغة.
- تهيج.
تشخيص مرض التوحد
يعتمد تشخيص مرض التوحد بشكل أساسي على السلوك، وعادة ما يقوم طبيب الأطفال بإجراء تحقيق أولي عن طريق أخذ تاريخ النمو وفحص الطفل جسديًا.
إذا لزم الأمر، يتم إجراء التشخيص والتقييمات بمساعدة متخصصي حالات التوحد، مع ملاحظة وتقييم العوامل المعرفية والتواصلية والأسرية والعوامل الأخرى باستخدام أدوات موحدة، كما يتم الأخذ في الاعتبار أي حالات طبية مرتبطة.
غالبًا ما يُطلب من أخصائي علم النفس العصبي للأطفال تقييم السلوك والمهارات المعرفية، للمساعدة في التشخيص وللمساعدة في التوصية بالتدخلات التعليمية.
اقرأ ايضاً: ما هي اسباب واعراض اضطراب الشخصية النرجسية
علاج مرض التوحد
يعتمد علاج مرض التوحد على عدة برامج وطرق للتدخل، ويستحسن بدء العلاج في المراحل الأولى من العمر للحصول على أفضل النتائج، ويمكن تصنيف طرق العلاج كالتالي:
-
العلاج الدوائي
برغم عدم وجود أدوية تساعد على التخلص من أعراض المرض نفسه، إلا أنه يمكن استخدامها للأعراض المصاحبة مثل التهيج أو عدم الانتباه أو أنماط السلوك المتكرر.
كما يمكن استخدامها لعلاج الأعراض التي تتداخل مع اندماج الطفل في المنزل أو المدرسة عند فشل العلاج السلوكي، من أمثلة الأدوية المستخدمة:
- مضادات التشنجات.
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- المنشطات.
-
العلاج المبكر والمكثف ABA
أثبت هذا العلاج فعاليته في تعزيز التواصل والأداء التكيفي لدى أطفال ما قبل المدرسة، كما أنه يساعد على تحسين الأداء الفكري لتلك الفئة العمرية.
-
العلاج السلوكي
العلاج السلوكي هو عبارة عن إجراء يتضمن 30 ساعة إسبوعيًا من الأساليب العلاجية التي يتلقاها الأطفال الصغار جدًا. وبرغم فاعلية هذا العلاج إلا أن الأبحاث الخاصة به ما زالت تحتاج إلى الكثير من التطور.
-
برامج الإرشاد الأسري
تعد برامج الإرشاد الأسري مجموعة من التعليمات التي تساعد الآباء على تعلم التقنيات العلاجية المختلفة وتنفيذها بأنفسهم في المنزل، وقد تطورت هذه البرامج بشكل كبير مما أدى إلى إثبات فعاليتها وإعتبارها طريقة ناجحة محتملة.
اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الهستيرية حرب نفسية خارج السيطرة
العلاجات البديلة لمرض التوحد عند الاطفال
لا يوجد دليل علمي على العلاجات البديلة المتاحة، إلا أنها قد تساعد في تحسين جودة الحياة، ومع ذلك يجب استخدام تلك الطرق بحرص حتى لا نعرض حياة الطفل للخطر، من بعض تلك الطرق:
-
نظام غذائي خالي من الجلوتين والكازيين
لم يثبت بالأدلة فائدة هذا النظام الغذائي في تحين الأطفال المصابين بالتوحد، إلا إذا كان الطفل يعاني من الحساسية لبعض الأطعمة، وصعوبة هضم بعض الأطعمة.
-
العلاج بالموسيقى
قد يحسن العلاج بالموسيقى من التفاعلات الاجتماعية والتواصل اللفظي ومهارات الاتصال غير اللفظي.
-
العلاج بالأكسجين المضغوط
قد أظهرت بعض الدراسات نتائج إيجابية عند استخدام العلاج بالأكسجين المضغوط في الأطفال المصابين بالتوحد.
اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الدقيقة | الاعراض والاسباب والعلاج
نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد
الهدف الأساسي في التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد هو تقليل الضغط النفسي الأسري والمشاكل المرتبطة بالمرض، كما يهدف أيضًا إلى زيادة جودة الحياة واعتمادية الطفل على نفسه.
لا توجد طريقة واحدة بعينها تعتبر كأحسن طريقة، فالعائلة ونظام التعليم هي الطرق الأساسية في التعامل، كما يمكن أيضًا تقديم الخدمات بواسطة محللي السلوك ومعلمي التربية الخاصة وأخصائيي أمراض النطق وعلماء النفس المختصين.
الأسئلة الشائعة مرض التوحد عند الأطفال
خلال الاسطر القليلة القادمة سنناقش كافة الاسئلة الشائعة حول مرض التوحد عند الأطفال:
هل الصراخ من علامات التوحد؟
لا يعتبر الصراخ من علامات التوحد، فالأطفال المصابون بالتوحد يميلون إلى الصمت وعدم التفاعل مع الآخرين.
هل التلفاز يسبب التوحد؟
لا يوجد دليل علمي يؤكد ذلك، فأسباب الإصابة التوحد مرتبطة أكثر بظروف الحمل وبعض العوامل البيئية الأخرى.
هل يوجد تأثير على تصرفات مريض التوحد عندما يكبر؟
نعم، فأعراض مرض التوحد تظهر عند الطفولة وتستمر بالتدريج دون أن تختفي.