أدوية الاكتئاب بين العلاج والإدمان
أصبح الاكتئاب هو سرطان العصر الحالي المنتشر بين الناس، وتزداد حالات الانتحار به سنويا بأعداد كبيرة لعدم توافر المعلومات الكافية عن العلاج أو الإهمال في تناول الأدوية، وقد تكون أدوية الاكتئاب سلاح ذو حدين اما ان تأخذك إلى طريق الشفاء أو تزيد من تفاقم الحالة إذا لم يتم الالتزام بإرشادات الطبيب واتباع تعليماته.
ما هو مرض الاكتئاب :
كثيرا ما نسمع عن الاكتئاب بل اصبح هو الاسم الأكثر شيوعا وتداولا بين الناس، وعلى الرغم من خطورته وانتشاره إلا أن هناك جهل شديد به وبطرق علاجه واسبابه، والاكتئاب ببساطة هو شعور شديد بالعجز، الدونية، عدم تقدير الذات والضعف الشديد الذي يصل إلى إحساس الفرد بالتلاشي مما يدفع الإنسان للانعزال وعدم الاستمتاع بالحياة، وعدم القدرة على تحمل نفسة وتحمل الحياة معها فيفقد الشعور بالراحة وينعكس على اداءة في العمل وعلاقاته الأسرية.
هناك خلط بين الحزن والاكتئاب، اذ ان الحزن حالة عابرة أما تلك الأعراض تستمر لوقت طويل، وقد تؤدى الى اقدام المكتئب على الانتحار للتخلص من حياته، وتتمثل خطورة الاكتئاب في عدم ظهور أعراض واضحة على المريض، أن الشعور باليأس والحزن أحد أعراضه، ولكن في اغلب الاحيان هناك اعراض اخرى لا تظهر على المكتئب.
علاج مرض الاكتئاب :
في البداية كان يتم استخدام الوسائل البدائية فى علاج الاكتئاب مثل الأعشاب والخلطات الطبيعية، كما تم استخدام الطرق الروحية، والكي، وأسلوب الترفيه والترويح ولم يتم استخدام الأدوية الحديثة إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، وتم استخدام الجلسات الكهربائية كجزء من برنامج العلاج، وبلا شك أن التطور العلمي له يد قوية في إيجاد أدوية وحلول لهذا المرض، والأدوية الطبية أسهمت بشكل كبير في علاج المرض والتخفيف من أعراضه وشعور المريض بالراحة والسلام النفسي، لكن في بعض الاحيان قد تسبب تلك الادوية مضاعفات او اثار جانبية لذا فيجب على الطبيب تقدير الحالة العامة والمقارنة بين الفائدة العامة من الدواء وآثاره الجانبية الى جانب مراعاة المراحل المختلفة من الاكتئاب والعلاج المناسب لكل مرحلة والفترة الزمنية التي يجب الالتزام بها.
يتم اللجوء الى استخدام وسائل أخرى لعلاج الاكتئاب بعيدا عن الجلسات الكهربائية والأدوية حيث يتم استخدم التنويم المغناطيسي فى بعض الحالات، بالاضافة الى اسلوب الايحاء الذي يؤدي إلى نتائج جيدة، واستخدام اسلوب الاسترخاء للتخلص من أعراض القلق والتوتر التى تصاحب الاكتئاب، وهناك أسلوب آخر وهام للغاية وهو أسلوب العلاج المعرفي الذي يتم عن طريقة تغيير المفاهيم العامة لمريض الاكتئاب عن نفسه ونظرته تجاه الحياة.
لكن في بعض الاحيان قد تسبب تلك الادوية مضاعفات او اثار جانبية لذا فيجب على الطبيب تقدير الحالة العامة والمقارنة بين الفائدة العامة من الدواء وآثاره الجانبية الى جانب مراعاة المراحل المختلفة من الاكتئاب والعلاج المناسب لكل مرحلة والفترة الزمنية التي يجب الالتزام بها.
الأدوية المضادة لمرض الاكتئاب :
هناك قائمة طويلة من الأدوية المستخدمة في علاج مرض الاكتئاب ومن أمثلتها :
الادوية ثلاثية الحلقات tricyclic :
مثل امتربتلين، نورتربتلين، اميبرامين، كلوميبرامين.
الادوية رباعية الحلقات Tetracyclic :
منها مابروتيلين (لوديوميل).
مثبطات أحادي الأمين MAOI :
مثل الفنزلين ايزوركروكسزيد.
لكن لا يتم استخدامها حاليا نظرا لآثارها الجانبية المزعجة.
اما الجيل الجديد الذى ظهر من ادوية معالجة الاكتئاب وهو فنلافاكسين، دوكسيبن، ترازودون، نوسبيرون، واحتل الليثيوم مرتبة عالية في قائمة الأدوية التي تعالج حالات الاكتئاب الشديدة المتكررة.
الآثار الجانبية لأدوية مرض الاكتئاب :
في بعض الأحيان قد تسبب مضادات الاكتئاب تغيير في التراكيب الدماغية للمريض فقد ادى تناول أحد ادوية الاكتئاب المعروف تجاريا باسم Zoloft زيادة في حجم أحد مناطق الدماغ للمكتئبين.
يجب على الطبيب الإلمام بكافة الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب، وخاصة إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى ممكن أن يحدث تفاعل بينهما ومن الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب :
الشعور بالدوخة والغثيان.
عدم وضوح رؤية العين.
قلة التركيز.
جفاف الحلق.
اضطراب ضربات القلب.
الامساك واحتباس البول.
هل تسبب أدوية الاكتئاب الادمان؟
من اخطر الامور المتبعة أن يتم تناول أدوية الاكتئاب بدون وصفة او ارشاد طبي والذى يكون نتائجه وخيمة، اذا تم الاستمرار عليه وتناوله دون توجيه حيث أن الطبيب يقوم بإعطاء الدواء على حسب حالة كل شخص ووفقا لكميات محددة لفترة معينة ويراعى الآثار الجانبية لكل دواء، أما تناول الدواء دون استشارة طبية و لفترات طويلة وبكميات كبيرة ممكن ان يؤدى الى الادمان.
كيفية استخدام أدوية الاكتئاب :
فى البداية عليك ان تعرف ان الشخص المؤهل لوصف أدوية الاكتئاب هو الطبيب فقط، الذي يتبع عدة قواعد عامة قبل أن يحدد العلاج المناسب لكل مريض وتلك القواعد تشمل :
تقييم نوع الاكتئاب، شدة الحالة وطبيعة الأعراض الرئيسية ,فهناك مرضى يعانون من بطء الحركة أو العزلة فيجب البدء بدواء يقوم بتنشيط حركة المريض وتنبيه.
قد تكون الاستجابة للدواء غير مرضية ولكن ذلك لا يعنى الفشل فى العلاج، بل يجب زيادة جرعة الدواء والاستمرار لفترة كافية أو التفكير فى اضافة ادوية اخرى ثم بعد ذلك التحول إلى نوع آخر يكون ملائما للمريض.
يجب الاستمرار لفترة كافية حتى بعد اختفاء الأعراض الحادة للمرض وتحسن حالة المريض وذلك لضمان عدم انتكاسة الحالة مرة أخرى.
هناك قاعدة طبية تقول بأن المريض يجب أن يشترك في علاج حالته، بأن نشرح له بأسلوب مبسط مفهوم الهدف من العلاج وطبيعة الأدوية التي يتناولها والأعراض الجانبية، وان يجيب الطبيب على كافة الاسئلة المتعلقة بالدواء قبل البدء به.
دور الأسرة في مساعدة مريض الاكتئاب :
تلعب الاسرة دور مهم في مساعدة احد افرادها في العلاج من مرض الاكتئاب في المراكز المتقدمة في الغرب، حيث يتم استخدام أسلوب علاج الأسرة، فيتم توجيه العلاج الى افراد الاسرة وقد يكون ذلك بصورة جماعية حيث يتم اشتراك مجموعة من الأسر في جلسات جماعية لعلاج الاكتئاب.
كما أن للمؤسسات الاجتماعية دور بارز ومهم ايضا في اعادة تأهيل المريض واختلاطه بالحياة العامة والمجتمع، ويوجد العلاج الزوجي الذي يكون عن طريق مشاركة الزوجين وحضورهم جلسات العلاج حيث يتم مناقشة وحل العلاقات الزوجية والنفسية والجنسية التي احتمال أن تكون مسببة للمرض.