حقائق ومعلومات هامة حول اضطراب الذهان المشترك وما هي مراحل علاجه
اضطراب الذهان المشترك Shared Psychotic Disorder على الرغم من خطورته وصعوبة تشخيصه في البداية إلا أنه يصيب عدد قليل من الأشخاص، ومصطلح “مشترك” تشير إلى وجود طرفين أو شريكين أحدهما أساسي مصاب بالذهان، والثاني طرف ثانوي يتشارك تلك الأوهام ويصدقها، لنأخذك في رحلة سريعة حول أهم الحقائق والمعلومات المتعلقة بالاضطراب الذهاني المشترك.
ما هو الذهان المشترك
اضطراب الذهان المشترك هو مرض عقلي نادر يتشارك فيه عقل شخص سليم أوهام شخص آخر مصاب بالذهان، أي أنه ذهان وهمي وليس حقيقي، على سبيل المثال قد تصدق الزوجة أوهام ومعتقدات زوجها المريض بالاضطراب الذهاني على الرغم من أنها تتمتع بصحة جيدة.
تم اكتشاف اضطراب الذهان المشترك لأول مرة عام 1860، وأطلق عليه مصطلحات عديدة مثل “Folie a deux” أي الجنون الذي يتقاسمه اثنان، أو “Foliechronaneé” أي الذهان المتزامن حيث يعيش طرفان أوهام مشتركة ينقلونها إلى بعضهما البعض، لا يدرك الشخص المصاب بالذهان المشترك حقيقة مرضه، لذلك فهو لا يبحث عن المساعدة الطبية، خاصة وأنه لا يستوعب أن الأوهام التي يفكر بها ليست حقيقية.
معلومات تهمك حول تجربتي مع مرض الذهان وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه
أسباب الإصابة باضطراب الذهان المشترك
ما الذي يجعل شخصًا آخر يتحمل ويشارك أوهام شخص آخر مصاب بالذهان؟، هناك عدة عوامل محتملة تتمثل فيما يلي:
-
الوحدة والعزلة
الوحدة والعزلة بعيدًا عن البيئة المحيطة من أهم العوامل التي تحول دون التفرقة بين الحقائق والأوهام، بسبب انعدام القدرة على المقارنة بين ما هو واقعي وما هو خيال.
-
التوتر المزمن
عند وجود مستويات عالية من التوتر أو تحمل أحداث الحياة المجهدة بكثرة فمن الممكن الإصابة بالاضطراب الذهاني.
-
العلاقة القوية طويلة الأمد
إذا كانت العلاقة بين الشخص الأساسي والثانوي وطيدة وطويلة الأمد، مثل العلاقات الزوجية أو الأسرية، فمن المحتمل أن يكون ذلك أحد أسباب الإصابة باضطراب الذهان المشترك.
-
العصبية والسلبية
الشخص الذي يتمتع بقدر كبير من السلبية والعصبية أو التفكير النقدي، تزداد فرص إصابته بمرض الذهان المشترك.
-
الاضطرابات العقلية
في حالة وجود تاريخ مع الإصابة بمرض عقلي مثل الاكتئاب أو الفصام أو الخرف، يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
-
الجنس
الاضطراب الذهاني المشترك أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال.
كيف أتعامل مع مريض الذهان ؟ اليك الاجابة الكاملة فى 5 خطوات
أعراض مرض الذهان المشترك
تتباين أعراض الاضطراب الذهاني المشترك وفقًا لتشخيص حالة المريض، ومع ذلك هناك بعض السمات التي تميز الذهان المشترك، أهمها:
-
ارتفاع مستويات الكورتيزول
التعايش مع الأوهام والأفكار غير الحقيقية له تأثيرات سلبية على الصحة الجسدية للفرد، ومنها ارتفاع مستوى الكورتيزول نتيجة زيادة التوتر والقلق.
-
الاكتئاب والقلق
من أعراض الاضطراب الذهاني المشترك النفسية والعقلية التي قد تلحق بالمريض الاكتئاب والخوف والقلق المزمن.
-
فقدان الاتصال بالواقع
فقدان الاتصال بالواقع أحد أبرز أعراض الذهان المشترك، وهو ما يعرقل سير الحياة اليومية، ويزيد من معاناة الشخص.
-
الهلوسة
قد يعاني مريض الذهان المشترك من الهلوسة نتيجة رؤية أو سماع أشياء غير واقعية، إلى جانب تصديق أشياء غير صحيحة والإيمان بها حتى دون وجود دليل عليها.
-
أوهام غريبة
تتطابق الأوهام مع الحالة المزاجية للمريض، وفي بعض الأحيان تكون غريبة لا يمكن لأي عقل بشري تصديقها، مثل الاعتقاد بأن هناك زوار فضائيين يحضرون إلى المنزل خلال فترات متأخرة من الليل.
-
العصبية والاندفاع
يتصرف الشخصان المشتركان في الاضطراب الذهاني بنوع من الاندفاع والعصبية، كما يصابون بالريبة وجنون العظمة، وقد يصابوا بالغضب لفترة طويلة من الوقت.
حقائق قد لا تعرفها حول الفرق بين الذهان والفصام
مراحل علاج الذهان المشترك
كيف يتم علاج الاضطراب الذهاني المشترك؟، نظرًا لأن هذا الاضطراب من الصعب تشخيصه، إلا أنه بمجرد تحديد الإصابة به يجب فصل الشخص الثانوي بعيدًا عن الأساسي، لتقليل حدة الأوهام التي تتملكه ثم إتباع نهج علاجي يتضمن:
-
العلاج الدوائي
يشمل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو مثبتات الحالة المزاجية أو المهدئات بالاعتماد على الأعراض التي تظهر على الشخص.
-
العلاج النفسي
يتم اعتماد تقنيات وبرامج العلاج النفسي لتخفيف حدة الأوهام والضغوطات التي يشعر بها المريض، إضافة إلى تصحيح الأفكار الخاطئة.
-
العلاج الأسري
يعزز العلاج والدعم الأسري من العلاقات الاجتماعية الجيدة، ويساعد المريض على الالتزام ببروتوكول الدواء وجلسات إعادة التأهيل النفسي، وتطوير اهتمامات وسلوكيات الفرد.
من هم الاكثر عرضة للاصابة بالمرض
الأشخاص الذين يشتركون في علاقة طويلة الأمد مع شريك مصاب بالذهان هم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الذهاني المشترك، حيث يجمع بين الزوجين ارتباطًا عاطفيًا وثيقًا، وعادة لا يكون لديهم روابط اجتماعية قوية مع الآخرين، قد تنتشرالاضطرابات الذهانية المشتركة أيضًا بين مجموعة من الأشخاص تابعين لقائد مصاب بالفصام.
كيف يمكن تشخيص الإصابة بالمرض
أول مرة ذكر فيها الاضطراب الذهاني المشترك في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية كان يندرج تحت مصطلح “اضطراب جنون العظمة المشترك”، ثم بعد ذلك تم تعديله ليصبح “اضطراب ذهاني مشترك”، لا يتم تشخيصه باعتباره مرض منفصل، بل يندرج تحت تشخيص الطيف الفصامي، حيث يتم الاعتماد في التشخيص على الأعراض الوهمية التي تظهر على شريك الفرد المصاب باضطراب الذهان.
بصورة عامة، من الصعب تشخيص الاضطراب أو اكتشافه، ولن تظهر الإصابة إلا إذا تصرف الشخص بناء على وهم يصدقه مما يلفت انتباه الشخص إلى الموقف، بالنسبة لخطوات التشخيص فأنها لا تتضمن فحص طبي، ولا توجد اختبارات لتحديد هذا المرض، ويمكن استبعاد أي أمراض أخرى من خلال إجراء أشعة للدماغ أو اختبارات الدم والبول، وقد يقوم المريض بتوجيه بعض الأسئلة لفحص الحالة العقلية.
نصائح هامة للوقاية من الذهان المشترك
لا توجد نصائح أو خطوات يمكنها الوقاية من الإصابة بالاضطراب الذهاني المشترك، لكن المفتاح الحقيقي للشفاء هو التشخيص السريع، وتحديد برنامج العلاج المناسب، حتى لا يلحق ضررًا بالغًا بحياة الفرد وأسرته.