ما هو اضطراب الشخصية المزدوجة وطرق علاجها


اضطراب الشخصية المزدوجة (Multiple personality disorder (MPD) أو كما يعرف حديثًا باضطراب الهوية الانفصامية Dissociative identity disorder )(DID.

هو مرض نفسي يتسم امتلاك الشخص لحالتين مختلفتين دائمتين تقريبًا من الشخصيات، وهو من أكثر الاضطرابات الغريبة في علم النفس تعالوا لنتعرف معًا على ماهية هذا المرض، وأعراضه، وأسبابه، وكيفية التعامل معه.

ما هو اضطراب الشخصية المزدوجة

اضطراب الشخصية المزدوجة هو أحد الاضطرابات النفسية العقلية، يتميز فيه المريض بامتلاكه شخصيتين أو أكثر من الشخصيات المختلفة تمامًا تظهر على تصرفاته، وبينهما فجوة من النسيان لا يتذكر فيها المريض ما يحدث.

يتواجد هذا الاضطراب بشكل شائع مع بعض الأمراض الأخرى مثل:

  • اضطراب ما بعد الصدمة Post-traumatic stress disorder (PTSD).
  • الاكتئاب واضطرابات القلق.
  • اضطرابات الشخصية.
  • الوسواس القهري.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطرابات النوم.

وقد زادت حالات اضطراب الشخصية المزدوجة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا يمكن معرفة إذا كان ذلك بسبب إدراك المرض أم العوامل الثقافية الاجتماعية كالإعلام.

اقرأ ايضاً: حقائق هامة قد لا تعرفها عن أعراض الوسواس القهري

ما هو الفرق بين ازدواج الشخصية وانفصام الشخصية

ازدواج الشخصية هو اضطراب نفسي يتميز كما ذكرنا سابقًا بامتلاك المريض عدة شخصيات منفصلة عن بعضها البعض بينها فجوات فقدان للذاكرة.

أما انفصام الشخصية، أو ما يعرف بالشيزوفرينيا أو الفصام فهو مرض يسبب لصاحبه بعض الأعراض كالهلاوس السمعية والبصرية، أو بعض الأفكار والضلالات التي تفصله عن الواقع وتجعل من الصعب التفريق بين الحقيقة والخيال.

ما هي الاضطرابات الانشقاقية

الاضطرابات الانشقاقية هي بعض الاضطرابات النفسية التي ينتمي إليها اضطرابات الشخصية المزدوجة، وتنقسم تلك الاضطرابات إلى عدة انواع منها:

  • اضطراب الهوية الانفصامية/ اضطراب الشخصية المزدوجة.
  • اضطراب تبدد الشخصية / الاغتراب عن الواقع.
  • فقدان الذاكرة الانفصالي.

اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الدقيقة | الاعراض والاسباب والعلاج

تاريخ ظهور المرض

من المعتقد أن أول حالة من هذا المرض تم وصفها من قبل بارسيلوس عام 1646 أما في القرن التاسع عشر فقد سمي المرض بـ “الوعي المزدوج” وشاع الاعتقاد بأنه حالة من المشي أثناء النوم، حيث يتحول المرضى ما بين الوعي الطبيعي وحالة من النوم.

بحلول أواخر القرن التاسع عشر، تم الإيمان بأن الصدمات الحياتية القوية قد تسبب أمراض طويلة الأمد، وأن هذه الاضطرابات قد تحدث حتى في الأشخاص الأصحاء، إلا أن من يعاني من مشاعر متزعزعة يكون أكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض.

أسباب الإصابة باضطرابات الشخصية المزدوجة

أسباب اضطراب الشخصية الشخصية المزدوجة متعددة ومتداخلة، ولكنها تصنف ضمن اضطرابات ما بعد الصدمة طبقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM-5)، فيظهر هذا المرض بسبب:

  • سوء المعاملة في الطفولة، كالنقد الزائد أو الإهمال.
  • التحرش الجسدي أو اللفظي أثناء الطفولة.
  • إجراء العمليات الجراحية أثناء الطفولة.
  • الحروب.
  • الإرهاب.
  • الصدمات.

اسباب الاصابة باضطراب الشخصية المزدوجةاقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الهستيرية حرب نفسية خارج السيطرة

أعراض اضطرابات الشخصية المزدوجة

تختلف أعراض اضطراب الشخصية المزدوجة من مريض لآخر، ولكن في العموم فإن المريض تظهر عليه تصرفات شخصيتين مختلفتين أو أكثر، تصحبها فجوة من النسيان لا يستطيع معها المريض تذكر:

  • هويته الشخصية وشخصيته الفردية المميزة.
  • الشعور بالذات والوعي.
  • الوقت الحالي.

كما يصاحب ذلك أعراض فقدان الذاكرة الفصامي Dissociative amnesia.

 تشخيص المرض

يعتمد التشخيص في الأغلب على فحص المريض جسديًا لاستبعاد أي مرض آخر قد يسبب نفس الأعراض، وتنقسم عملية التشخيص إلى عدة مراحل كالتالي:

1- التشخيص الفيزيائي

وفيه يتم فحص المريض بشكل دقيق والسؤال عن كل الأمراض التي قد تسبب نفس الأعراض مثل: إصابات الرأس أو أمراض المخ أو الحرمان من النوم أو تسمم الأدوية.

2- التشخيص النفسي

يطرح اختصاصي الصحة العقلية أسئلة حول أفكارك ومشاعرك وسلوكك ويناقش الأعراض، بالإضافة إلى أن المعلومات الواردة من أفراد الأسرة أو غيرهم قد تكون مفيدة.

2- معايير التشخيص بناء على DSM-5

وفي هذه المرحلة يقارن طبيبك الأعراض بمعايير التشخيص الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية.

اقرأ ايضاً: اضطراب القلق عالم من الخوف الوهمي – أعراض القلق

كيفية التعامل مع مزدوجي الشخصية

ينشر الإعلام صورة سيئة عن هذا الاضطراب تظهر المرضي بشكل غير متوقع أو خطير، ولكن الحقيقة غير ذلك، فاضطراب الشخصية المزدوجة هو مجرد مرض نفسي يمكن التعامل معه دون وصم المريض أو دفعه للشعور بالسوء حيال مرضه.

ولكي تستطيع التعامل مع شخص قريب مصاب بهذا المرض عليك تبني بعض الطرق التي تساعدك على تخطي ذلك، مثل:

1- تعلم أكثر عن الشخصية المزدوجة

عليك أن تقرأ أكثر عن هذا الاضطراب وتتعلم كل ما يخصه من أسباب وأعراض وعلاج، حتى يمكنك التعامل على أساس قوي يجنبك جعل المرض أسوأ، أو التأثير عليك.

2- كن هادئًا أثناء التحولات

قد يحدث التحول بين الشخصيات بطريقة هادئة، ولكن في بعض الحالات قد يبدو الموضوع مخيف ومفاجيء، فقد تتحدث إلى الشخص ثم تجده فجأة شخصًا آخر تمامًا، كأن أحدهم قد تلبس جسده.

ولكن تذكر جيدًا أنه إذا كان الأمر مخيفًا ومفاجئًا بالنسبة لك، فإنه أكثر إزعاجًا وغرابة بالنسبة للمريض، خاصة إذا ما قوبل بالعدوان أو العنف.

3- تجنب المحفزات

يجب عليك أن تلاحظ جيدًا المحفزات التي قد تقود المريض إلى التحول، فقد ترتبط تلك المحفزات بالأماكن والأصوات والروائح، أو بالسبب الأساسي الذي أدى للإصابة بالمرض في البداية.

يمكنك ملاحظة تلك المحفزات بنفسك أو سؤال المريض عنها، والأهم أن تحاول تجنبها.

4- اعتني بنفسك أيضًا

من المرهق جدًا العيش أو الوجود في علاقة مع شخص مصاب باضطراب الشخصية المزدوجة، لذا عليك أن تعتني بنفسك جيدًا حتى تستطيع أن تكون عونًا له.

شاهد فيديو برنامج الاقامة الكاملة لعلاج الإدمان بمستشفي الأمل

اقرأ ايضاً: الأرق “اضطراب النوم”  أحد أخطر أنواع المرض النفسي

علاج اضطرابات الشخصية المزدوجة

يعتبر اضطراب الشخصية المزدوجة حديث نسبيًا، ولم يتم اعتماد علاجه إلا في بدايات 2011 بعد تجربته لمدة 30 سنة تقريبًا، ويمكننا أن نقسمه كالتالي:

1- العلاج النفسي

وهي طريقة العلاج الأساسية في علاج هذا الاضطراب، وتعتمد بشكل أساسي على التحدث مع المريض عن مرضه، ومحاولة التأقلم مع فترات التحول.

ويستمر هذا العلاج لفترة طويلة تمتد إلى سنوات وليس فقط شهور أو أسابيع، وتوجد بعض الطرق الحديثة والمتطورة التي يتم اعتمادها في هذا النوع من العلاج مثل:

  • إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR).
  • العلاج السلوكي الجدلي (DBT).
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
  • علاج بالتنويم المغناطيسي.
  • الموجه بالبصيرة.

2- الأدوية المستخدمة في علاج الشخصية المزدوجة

لا توجد أدوية مخصصة لعلاج اضطراب الشخصية المزدوجة، إلا أنه في بعض الأحيان يتم تناول الأدوية المعالجة لبعض الاضطرابات المصاحبة للمرض، كالاكتئاب والقلق وغيرها.

علاج اضطراب الشخصية المزدوجةاقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية التجنبية عذاب يبدأ من الطفولة

الخلاصة حول اضطراب الشخصية المزدوجة

اضطراب الشخصية المزدوجة هو أحد الاضطرابات النفسية الغير شائعة، إلا أنه لا يمكن إنكار وجوده أو التعامل معه على أساس ما يظهره الإعلام حيث يدفع المريض إلى الشعور بالوصم، كما يؤدي إلى عدم الأفصاح عن المرض أو طلب العلاج.

لهذا علينا أن نقرأ أكثر فيما يخص ذلك المرض وكل الأمراض الأخرى، حتى يمكننا التعامل معه بطريقة افضل.

الأسئلة الشائعة حول اضطراب الشخصية المزدوجة

خلال الاسطر القادمة سنناقش الاسئلة الاكثر شيوعا حول اضطراب الشخصية المزدوجة وطرق علاجها:

هل ازدواج الشخصية يعتبر شيزوفرينيا؟

لا كلا الاضطرابين مختلف تمامًا عن الآخر. أحدهما يفصل المريض عن الواقع بسبب المؤثرات الخارجية (الشيزوفرينيا)، والآخر يسبب انفصالأ في شخصية المرء يظهر في تصرفاته المختلفة.

هل يمكن علاج اضطراب ازدواج الشخصية؟

نعم يمكن علاجه بالجلسات النفسية، إلا أنه يأخذ وقتًا طويلًا يصل إلى سنين.

هل يمكن أن يولد الشخص باضطراب ازدواج الشخصية؟

لا يوجد أي دليل على دور الجينات في الإصابة بهذا الاضطراب، وغالبًا ما يصاب الشخص بعد التعرض لصدمات شديدة في الطفولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *