هكذا كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية تعرف عليها بالتفصيل


“كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية صعبة وطويلة، فقد احتجت إلى سنوات طويلة حتى أتعرف على حقيقة ما كنت أعانيه، إلى جانب الوقت الذي استغرقته للتأقلم مع حياتي الجديدة، إلا أنني أشعر أفضل بكثير الآن، بعد أن تماثلت للشفاء.” كانت تلك أحد العبارات التي قالتها مريضة من مرضى اضطراب الشخصية التجنبية، هل سمعت عنه من قبل؟

في هذا المقال، نشرح لكم تفصيلا كل ما يخص هذا الاضطراب من أعراض وأضرار وأسباب، كما نوضح لكم مراحل علاجه، وكيفية التعامل مع مريض الشخصية التجنبية.

ما هي الشخصية التجنبية

الشخصية التجنبية هي أحد الاضطرابات النفسية التي تنتمي لمجموعة من الأمراض تعرف باضطرابات الشخصية، والتي تتميز بعدة أعراض سلوكية لا تتماشى مع أعراف المجتمع، مما يسبب صعوبة كبيرة على كل من المريض ومن حوله.

يتميز اضطراب الشخصية التجنبية بخوف مرضي من التعرض للنقد أو الرفض من الآخرين، مما يدفع المريض لتجنب الدخول في أي علاقات أو التواجد في أي مناسبات اجتماعية تجنبًا لأي موقف قد يعرضه لهذا النقد أو الرفض لهذا يميل مريض الشخصية التجنبية للعزلة، ويمتلك عدد قليل جدًا من الأشخاص المقربين، ولكن يعتبر هذا أحد أهم الأسباب التي تدفع مريض الشخصية التجنبية إلى العلاج.

هكذا كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية الحدية بالتفصيل

هكذا كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

“في بداية تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية، لم أكن أعلم أنني أعاني من اضطراب نفسي، وظننت أنني أعاني من حساسية زائدة أو أنني شخصية شديدة الخجل وحسب.” نظرًا لضعف التوعية النفسية في المجتمع، لا يعلم الكثير من الناس أن المشاكل الاجتماعية التي يعانون منها بشكل يومي هي في الحقيقة اضطرابات نفسية يمكن التعامل معها باحترافية ومعرفة أسبابها وعلاجها.

ولا يختلف الأمر كثيرًا مع اضطراب الشخصية التجنبية، لذا يمر هذا الاضطراب في كثير من الحالات دون تشخيص، أما في بعض الحالات الأخرى، تكون الحاجة إلى الاندماج مع المجتمع وتكوين علاقات جديدة، هي الدافع الرئيسي للتوجه إلى العلاج والتخلص من أضرار هذا الاضطراب.

الأسباب التي أدت إلى اصابتي باضطراب الشخصية التجنبية

كمعظم الاضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية الأخرى، تعد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية غير معروفة كليًا، ولكن هناك بعض النظريات التي تشير إلى وجود عوامل وراثية وبيئية تزيد من خطر الإصابة بتلك الاضطرابات فيمكن أن ينتقل هذا الاضطراب بين عدة أجيال من نفس العائلة.

كما يمكن أن تؤثر تجارب الطفولة والصدمات التي قد تعرض لها المرضى على احتمالية إصابتهم بهذا الاضطراب، ولكن ما زالت الدراسات والأبحاث غير مؤكدة تمامًا فيما يخص هذا المجال.

الاشخاص الاكثر عرضة للاصابة باضطراب الشخصية التجنبية

قد تزيد احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب في الأشخاص الذين يمتلكون تاريخ عائلي من الإصابة بهذا الاضطراب أو بعض اضطرابات الشخصية الأخرى، ولكن هذا لم يؤكد تمامًا حتى الآن. كما قد يكون الأطفال الذين تعرضوا للتجاهل من قبل الأبوين أو الرفض أو التنمر أو أي تجارب سلبية أخرى أثناء مرحلة الطفولة والمراهقة، أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية وبعض اضطرابات الشخصية والنفسية.

متي يظهر اضطراب الشخصية التجنبية

بالرغم من أن الخجل والحساسية تجاه الغرباء تعد من الصفات الشائعة في الأطفال، إلا أنه مع مرور الوقت تظهر أعراض الشخصية التجنبية بشكل أكثر وضوحًا، خاصة أثناء فترة المراهقة، وقد تظهر مع بعض الأشخاص في وقت لاحق.

متي يظهر اضطراب الشخصية التجنبية
متي يظهر اضطراب الشخصية التجنبية

أسئلة وأجوبة هامة حول نقطة ضعف الشخصية النرجسية وكيف يمكن علاجها

الأعراض التي ظهرت علي اثناء تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

تظهر أعراض الشخصية التجنبية أغلب الوقت فيما يخص التعامل مع الآخرين، فتجد مريض الشخصية التجنبية يعاني من:

  • خجل شديد عند التعامل مع الناس.
  • خوف زائد من التعرض للنقد أو الرفض.
  • حساسية مفرطة تجاه أي تعليق شخصي من الآخرين.
  • امتلاك عدد قليل جدًا من الأصدقاء أو الأشخاص المقربين.
  • تجنب الدخول في أي علاقات شخصية.
  • تجنب التواجد في أماكن عامة أو تجمعات أو فعاليات اجتماعية.
  • عدم الثقة بالنفس وامتلاك صورة سلبية عن أنفسهم.
  • عدم الميل إلى تجربة أي نشاطات جديدة.
  • المبالغة في تقدير حجم المشاكل والمواقف المختلفة.

الأضرار الناتجة عن الإصابة بالشخصية التجنبية

يؤدي اضطراب الشخصية التجنبية إلى ميل الإنسان إلى العزلة الاجتماعية، مما يسبب مصدر إزعاج وقلق شديد لكل من المريض ومن حوله، كما يمكن أن يفقد المريض الكثير من الفرص سواء فيما يخص الدراسة والعمل، أو حتى على المستوى الشخصي، حيث يعمل هذا الاضطراب كعائق في سبيل الخروج من المنزل والتعامل مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد اضطراب الشخصية التجنبية من احتمالية الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل القلق أو الاكتئاب، أو تعاطي وإدمان المخدرات.

كيف شخص الطبيب حالتي أثناء تجربتي مع الشخصية التجنبية

يحتاج تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية إلى جلسة نفسية مطولة، يتعرف فيها الطبيب على التاريخ المرضى النفسي والعائلي الخاص بالمريض، فلا توجد أي تحاليل طبية أو اختبارات يمكن أن يتم تشخيص هذا الاضطراب من خلالها، ولكن يمكن أن يقوم الطبيب ببعض الاختبارات التي تساعد على استبعاد أي أمراض أو اضطرابات أخرى قد تسبب أعراض مشابهة.

دليلك الكامل حول انواع انفصام الشخصية واسباب الاصابة

مراحل علاج اضطراب الشخصية التجنبية

يحتاج علاج اضطراب الشخصية، كمعظم الاضطرابات النفسية، إلى الكثير من الوقت ليظهر تحسن على المريض، حيث يعتمد جزء كبير من العلاج على المريض نفسه، ومدى قابليته للعلاج والوصول لمرحلة الشفاء، يتم علاج اضطراب الشخصية التجنبية على مرحلتين أساسيتين، وهما:

  • العلاج النفسي

يعتمد العلاج النفسي على جزئين مهمين، وهما العلاج الإدراكي، والعلاج السلوكي، يستهدف كل منهما جزءًا هامًا يؤثر على الحالة النفسية والصحية للمريض، فيهتم الأول بتغيير الأفكار التي تسيطر على المريض فيما يخص صورته عن نفسه وعمن حوله، مما ينعكس بصورة إيجابية على سلوكياته الخاصة بالتعامل مع الآخرين، وهو ما يهتم به الجزء الثاني من العلاج.

  • العلاج الدوائي

لا توجد أدوية خاصة باضطراب الشخصية التجنبية في حد ذاته، ولكن في حالات كثيرة، يمكن وصف مضادات القلق والاكتئاب لمرضى هذا الاضطراب، وذلك للتخلص من الأعراض النفسية المصاحبة له، ويستحسن أن يتم هذا تزامنًا مع العلاج النفسي.

كيفية التعامل مع مريض الشخصية التجنبية

يحتاج مريض الشخصية التجنبية إلى الكثير من الصبر والدعم النفسي، خاصة أثناء فترة العلاج، كما يحتاج إلى معرفة والإيمان بأن هذا الاضطراب ليس خطؤه ولا ذنب له فيه، وأن يمكن التخلص منه والتعامل معه متى أراد.

من المهم أيضًا أن يقتنع المريض بنفسه بضرورة العلاج حتى يتماثل للشفاء في أسرع وقت، كما يجب عدم إجباره على التوجه للطبيب، أو إجباره على الخروج من المنزل والتعامل مع الآخرين دون أن يكون مستعدًا لذلك، فمن الممكن أن يسبب له ذلك صدمة نفسية تزيد من حالته سوءًا وتؤدي إلى نتائج عكسية.

ما هي العلاقة بين الشخصية التجنبية والزواج

يحتاج الزواج إلى مجهود كبير من قبل الطرفين للحصول على علاقة صحية، يبذل فيها الطرفين ما يلزم لنجاح تلك العلاقة، وهو ما يعاني منه مريض الشخصية التجنبية. فمريض الشخصية التجنبية يتميز بحساسية شديدة تجاه النقد، حتى وإن كان نقدًا بناءًا، وهو ما يعتبر جزء أساسي في التعاملات الخاصة بالزواج، لذا تجد مريض اضطراب الشخصية التجنبية يتجنب الدخول في علاقات شخصية من الأساس قد تصل إلى مرحلة الزواج.

أما المريض الذي يرغب في الزواج وتكوين علاقات، فتجده يلجأ بكامل رغبته إلى الحصول على العلاج للتخلص من العوائق التي تقف في سبيل ذلك، وحينها قد تنجح علاقاته الشخصية وزواجه كأي شخص طبيعي.

ما هي العلاقة بين الشخصية التجنبية والزواج
ما هي العلاقة بين الشخصية التجنبية والزواج

هل تعلم متى يجب زيارة الطبيب النفسي وما هو دوره تجاه المريض ؟

هل يمكن التعايش مع مريض الشخصية التجنبية

لا يعتبر مريض الشخصية التجنبية خطرًا بأي شكل من الأشكال، ولكن بسبب وجود عدد قليل جدًا من الأشخاص المقربين لهذا المريض، قد يسبب لك حملًا زائدًا على أولئك الأشخاص، حيث يلجأون إلى التعامل معه بحساسية شديدة خوفًا من إيلامه أو أذيته. لذا من المهم جدًا أن يساعد هؤلاء الأشخاص المريض على إدراك الاضطراب الذي يعاني منه، ومساعدته ودعمه أثناء فترة العلاج.

اهم الاسئلة يجيب عنها فريق متخصص من مركز بيت الامل للطب النفسى وعلاج الادمان

هل يعد اضطراب الشخصية التجنبية مرض مزمن؟

نعم، يعتبر اضطراب الشخصية التجنبية اضطرابًا مزمنًا، قد يستمر لسنوات طويلة إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب.

هل يمكن لمريض الشخصية التجنبية أن يتزوج؟

إذا توجه مريض الشخصية التجنبية للعلاج وتخلص من العوائق التي تقف في سبيل تكوين علاقات جديدة، يمكن أن يتزوج ويعيش حياته بصورة طبيعية.

هل يمكن علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟

نعم، يمكن علاج اضطراب الشخصية التجنبية بالحصول على الجلسات النفسية المناسبة، والأدوية اللازمة لحالة المريض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *