تعرف علي علامات الشخصية السيكوباتية وكيفية العلاج


علامات الشخصية السيكوباتية هي محور الكثير من الأفلام والمسلسلات التي تهتم بالاضطرابات النفسية، وهذا لما تضفيه صفات تلك الشخصية من إضاءة على الأبطال.

بسبب احتقارهم لباقي الناس واعتزازهم بأنفسهم بشكل كبير، وما هو البطل غير ذلك، ولكن هل هذا ما تفعله الشخصية السيكوباتية حقًا تعالوا لنتعرف معا على صفاتها وطرق التعامل معها.

ما هي الشخصية السيكوباتية

تعتبر الشخصية السيكوباتية أحد الاضطرابات التي تندرج تحت مظلة اضطرابات الشخصية، التي تعتبر مجالًا للبحث، وعلى الرغم من عدم وجود منظمة نفسية أو صحية أقرت تشخيصًا بعنوان “السيكوباتية”.

إلا أن المصطلح يستخدم على نطاق واسع في أماكن العدالة الجنائية في بعض الدول، وقد يكون له عواقب مهمة على الأفراد، ويستخدم المصطلح أيضًا من قبل عامة الناس والصحافة الشعبية وفي الصور الخيالية.

اقرأ ايضاً: ما هي صفات الرجل المثلي وهل المثلية مرض أم اختيار

ما هي صفات الشخصية السيكوباتية

تتميز تلك الشخصية ببعض الصفات التي تجعل من الصعب التعامل مع تلك الشخصية، أو الإشفاق عليها إلا أنه يجب علينا أن نتذكر أن هذه شخصية مريضة يجب التعامل معها على هذا الأساس.

وتتضمن ذلك التصنيف ما يعرف باسم النموذج الثلاثي للشخصية السيكوباتية، والذي يتضمن:

  • الجرأة

 ويعرف ذلك بعدم الخوف والقدرة على تحمل الإجهاد، والتسامح مع عدم المعرفة والخطر، والثقة العالية بالنفس.

  • عدم التحكم في المشاعر

 ضعف السيطرة على الانفعالات بما في ذلك مشاكل التخطيط، والافتقار إلى التحكم في الرغبات، والمطالبة بالإشباع الفوري، وضعف القيود السلوكية.

  • الدناءة

 الافتقار إلى التعاطف والارتباط الوثيق بالآخرين، وازدراء العلاقات القوية، واستخدام القسوة للحصول على ما يريده، والميول الاستغلالية، وتحدي السلطة، والبحث عن الإثارة.

اقرأ ايضاً: ما هو اضطراب الشخصية المزدوجة وطرق علاجها

الفرق بين السيكوباتية والاعتلال الاجتماعي

كثيرًا ما يستخدم مصطلح السيكوباتية “Psychopathy” والاعتلال الاجتماعي “Sociopathy” بالتبادل لتشابه صفاتهما.

فالشخص المعتل اجتماعيًا هو شخص يتميز ببعض الصفات المزمنة التي تصعب على الآخرين التعامل معه،
ويظهر ذلك بوضوح، أما الشخص السيكوباتي فيمكن ألا تلاحظه في بعض الأحيان من مكره وخداعه.

وكلاهما لم يصنفا بعد تحت الأمراض النفسية، لذلك يندرجا تحت أحد الاضطرابات النفسية التي تعرف باسم اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع “ASPD”.

الفرق بين السيكوباتية والنرجسية

يعد اضطراب الشخصية النرجسية NPD أيضًا أحد الاضطرابات النفسية المعترف بها، والتي تشارك السيكوباتية والاعتلال الاجتماعي في بعض الصفات مثل:

الاعتزاز بالنفس والتقليل من شأن الآخرين وعدم التعاطف وغيرها.

إلا أن الشخصية النرجسية لا تميل إلى العنف أو الخداع أو كسر القوانين، ولا توجد لديهم مشاكل في التواصل الاجتماعي أثناء الطفولة أو الإجرام أثناء البلوغ.

اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الدقيقة | الاعراض والاسباب والعلاج

أسباب الشخصية السيكوباتية

ككل سمات الشخصية الأخرى، تتأثر السمات السيكوباتية بشكل كبير بالوراثة، إلا أنه قد تكون هناك بعض العوامل الغير وراثية أيضًا.

وقد لاحظ العلماء دلائل على أداء مناطق معينة في الدماغ (مثل اللوزة) لدى الأشخاص الذين يعانون من سمات السيكوباتية
إلا أن هذا المجال ما زال يحتاج إلى الكثير من الأبحاث.

مضاعفات وخطورة السيكوباتية

وجد العلماء ارتباطات إحصائية بين علامات الشخصية السيكوباتية والسلوك العنيف، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الإجرام، مثل:

الاندفاع، والميل إلى صرف اللوم، والسمات المعادية للمجتمع التي قد تجعل السيكوباتي أكثر ميلًا على تجاوز الحدود الأخلاقية أو التهديد بالايذاء أو القتل.

من المثير للاهتمام أنه في بعض الأحيان، يرتكب السيكوباتيين جرائم خطيرة بمساعدة شخص آخر، الذي غالبًا ما يكون غير مريض نفسيا، حيث يسعى السيكوباتي إلى تجنب العقوبة القضائية عن طريق التلاعب بالفرد الآخر لتحمل اللوم عن الجريمة.

مضاعفات الشخصية السيكوباتيةاقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية التجنبية عذاب يبدأ من الطفولة

علاج الشخصية السيكوباتية

تعتبر الشخصية السيكوباتية من أكثر الشخصيات الصعبة والأكثر مقاومة للعلاج.
فهم غالبًا لا يلجأون للعلاج من أنفسهم أو يميلوا إلى عدم التعاون إذا فرض عليهم العلاج من الناحية القضائية.

  • العلاج النفسي

كانت محاولات علاج السيكوباتية بالأدوات الحالية المتاحة للطب النفسي مخيبة للآمال، فلا يوجد سوى القليل من الأدلة على العلاج الفعال للاعتلال النفسي.

حتى الآن، لا توجد علاجات معروفة أو مجربة للتخفيف من العجز العاطفي والشخصي والأخلاقي للاعتلال النفسي.

قد يكتسب المرضى الذين يعانون من السيكوباتية الذين يخضعون للعلاج النفسي المهارات ليصبحوا أكثر مهارة في التلاعب بالآخرين وأكثر يحتمل أن يرتكب جريمة.

كما تشير بعض الدراسات إلى أن أساليب العقاب وتعديل السلوك غير فعالة في تعديل سلوك الأفراد السيكوباتيين لأنهم غير حساسين للعقاب أو التهديد.

  • علاج السيكوباتية بالأدوية

قد تخفف الأدوية النفسية من الحالات المصاحبة للاضطراب أو أعراض مثل العدوانية أو الاندفاع، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم توافق على استخدام أي منها لهذا الغرض، ومن أمثلة ذلك:

فقد وجدت دراسة أن عقار كلوزابين المضاد للذهان قد يكون فعالًا في الحد من الاختلالات السلوكية المختلفة في عينة من المرضى السيكوباتيين في المستشفيات.

ومع ذلك، فإن البحث في العلاج الدوائي للاعتلال النفسي والحالة ذات الصلة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ضئيل للغاية.

اقرأ ايضاً: ما هي أعراض الاكتئاب الخفيف وما هي طرق علاجه

التعامل مع الشخصية السيكوباتية

التعامل مع الشخصية السيكوباتية من أكثر التحديات التي قد تواجه المرء، فقد يكون شخص ما ناجح وساحر ومثير للاهتمام، مما يجعل من الصعب ظهور علامات الشخصية السيكوباتية عليه.

إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها للتعامل مع الشخصية السيكوباتية:

  • تجنب التعامل

إذا تعرفت على أي شخصية جديدة تظهر عليها علامات الشخصية السيكوباتية، تجنب التعامل معها تمامًا، فهذا أفضل لك.

أما إذا كان التعامل لابد منه، فيجب عليك أن تحرص على عدم الدخول في ندية مع الشخص السيكوباتي، كمحاولة الفوز في جدال ما مثالًا، ففي النهاية، يكون الشخص السيكوباتي أفضل منك في عمل ذلك.

  • تقبل مرضهم

يؤمن الكثير من الناس أن هناك قدر من الخير في كل البشر، إلا أن هذا التفكير لا يؤدي إلى أي نتيجة مع الشخص السيكوباتي.

فلا يمكنك تغيير أي شخص إلا إذا أراد هو ذلك، وغالبًا لا يعترف السيكوباتيين بمرضهم من الأساس، لذلك لا يسعون أبدًا للتغير أو العلاج.

  • اعقد معهم اتفاقيات

هناك بعض الطرق التي تمكنك من إيهام الشخص السيكوباتي بفوزه في جدال ما، والحصول على ما تريده في نفس الوقت.
تعلم ذلك وتجنب الخوض في جدالات لا طائل منها.

  • اهتم بالأفعال لا الأقوال

قد يوهمك الشخص السيكوباتي بأهميتك في حياته واختلافك عن الآخرين ومدى حبه لك، إلا أنه في الحقيقة لا يهتم إلا بنفسه.
لذا راقب أفعاله وما إذا كان هناك دليلًا على كلامه، بدلًا من الاستماع.

  • احصل على ثقة الأخرين

يميل الشخص السيكوباتي إلى اتخاذ ضحية أو شخص ما يصاحبه، وذلك لإيقاع اللوم عليه إذا ما لزم الأمر أو تم اكتشاف خداعه، خاصة في أماكن العمل.
لذا ابني علاقاتك واحصل على ثقة الآخرين قبل حدوث ذلك.

  • تعلم أكثر

عليك أن تتعلم أكثر عن علامات الشخصية السيكوباتية وطرق التعامل معها، كما يمكنك أن تتعلم أكثر عن نفسك وعن نقاط ضعفك، فالسيكوباتيين خبراء على استهداف تلك النقطة واللعب عليها.

شاهد فيديو مستشفي الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان وخدماتها الطبية والاقامة الفندقية

اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الوسواسية الكمال الزائد قد يدفع إلى الوحدة

الأسئلة الشائعة حول الشخصية السيكوباتية

خلال الاسطر القليلة القادمة سنناقش كافة الاسئلة المتعلقة بالشخصية السيكوباتية:

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية السيكوباتية؟

لا يوجد أسباب واضحة تساعد على الإصابة بالشخصية السيكوباتية، إلا أنه قد تكون هناك علاقة للجينات أو تركيب المخ بارتفاع معدل الإصابة.

هل يمكن علاج الشخصية السيكوباتية؟

قد يمكن ذلك إذا التزم الشخص بالعلاج وسعي إليه، إلا أن علاج الشخصية السيكوباتية من أصعب وأطول العلاجات.

هل يمكن أن يحب السيكوباتي؟

من الصعب جدًا أن يحب الشخص السيكوباتي، حيث أنه ليس لديه أي إحساس بالتعاطف مع الآخرين أو الاهتمام بهم، لذا عليك الحرص دائمًا عند التعامل معهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *