تعرف على افضل طرق علاج اضطراب ثنائي القطب

علاج اضطراب ثنائي القطب من أكثر الأمراض المثيرة في علم النفس، فينتقل فيه المريض من حالة الاكتئاب الشديدة إلى حالة من الهوس والنشوة المزيفة دون سابق إنذار.

ويعتمد علاج اضطراب ثنائي القطب على عدة طرق تشمل الأدوية والعلاج النفسي وغيرها من الطرق التي سوف نتناولها معًا بالتفصيل، ولكن هذا العلاج يستغرق وقتًا طويلًا، حيث أن هذا الاضطراب من الاضطرابات الصعبة في التعامل معها.

لنتعرف الآن على هذا الاضطراب بشكل أكبر ونستكشف معًا أسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه.

ما هو الاضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب والمعروف سابقًا باسم الهوس الاكتئابي هو أحد الاضطرابات العقلية التي تتسم بحالتين متعاكستين تمامًا، والذي اكتسب المرض اسمه منهما.

فيصاب فيه المريض بمرحلة اكتئاب شديد، وينتقل منها إلى مرحلة أخرى من الهوس الشديد والنشوة المزيفة، وتدوم كل مرحلة فيهما من عدة أيام إلى أسابيع.

ويعتبر هذا الاضطراب من الاضطرابات النادرة حيث يصيب نسبة 1% فقط من الناس، ومع ذلك فإنه يعتبر من أهم 20 سببًا للإعاقة في جميع أنحاء العالم ويؤدي إلى تكاليف كبيرة على المجتمع.

اقرأ ايضاً: ما هي أسباب وأعراض المرض النفسي وطرق علاجه

ما هي أسباب اضطراب ثنائي القطب

تختلف الأسباب التي تزيد من الإصابة باضطراب ثنائي القطب، كما أن الآلية التي تكمن وراء الإصابة ما زالت غير واضحة تمامًا.
إلا أن هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية الإصابة مثل:

• العوامل الوراثية

تعتبر الأبحاث التي تناقش دور العوامل الوراثية قاصرة وتحتاج إلى المزيد من التطوير.

إلا أن النتائج المتاحة حتى الآن توضح زيادة الإصابة بالمرض في التوائم المتشابهة بنسبة أكبر من التوائم المختلفة كما تتشابه تلك العوامل مع عوامل الإصابة بمرض الاكتئاب الحاد.

• العوامل البيئية

من المحتمل أن تساهم أحداث الحياة القريبة والعلاقات الشخصية في الإصابة باضطراب المزاج ثنائي القطب، تمامًا مثل الاكتئاب بالإضافة إلى ذلك فإن 30 إلى 50٪ من البالغين الذين تم تشخيصهم بالاضطراب ثنائي القطب كانت لديهم تجارب مؤلمة أو مؤذية في الطفولة.

• العوامل العصبية

بنسبة أقل شيوعًا، قد يحدث اضطراب ثنائي القطب نتيجة بعض العوامل الدماغية والعصبية التي تؤدي إلى إصابات معينة في المخ مثل:

• عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
• إصابات الدماغ الرضية.
• صرع الفص الصدغي.
• السكتة الدماغية.
• التصلب المتعدد.

اقرأ ايضاً: تعرف على الفرق بين الاكتئاب وثنائي القطب تفصيلاً

ما هي أعراض الاضطراب ثنائي القطب

تظهر أعراض اضطراب ثنائي القطب على شكل فترات مختلفة من الاكتئاب والهوس، تتخللها فترات طبيعية لا يظهر على المريض فيها أي أعراض ويمكن توضيح تلك الأعراض كالآتي:

• نوبات الاكتئاب

تمثل تلك النوبات اضطراب الاكتئاب الحاد بالضبط، فيشعر فيها المريض بحالة من الحزن واليأس، ويشعر بلوم الذنب وعدم الأهمية.

كما تغلب عليه أفكار الموت والانتحار، وقد أدى هذا في الكثير من الأحيان إلى خطأ التشخيص الخاطيء والعلاج على هذا الأساس باستخدام مضادات الاكتئاب.

• نوبات الهوس

تتميز هذه النوبات بحالة من الهوس والانزعاج أو في بعض الأحيان السعادة والنشوة المفرطة التي تستمر عدة أيام أو أسابيع، وتكمن خطورة الاضطراب في هذه النوبات بالذات.

حيث يميل المريض إلى القيام بتصرفات طائشة وخطيرة لم يكن ليقدم عليها في الظروف العادية.

وقد يصاحب هذه النوبات بعض الأعراض الذهانية مثل الضلالات، كضلالات العظمة والأفكار المتسارعة والتحدث بسرعة شديدة.

• النوبات المختلطة

تظهر في هذه النوبات أعراض الهوس والاكتئاب معًا، ويؤدي هذا إلى زيادة نسبة الأفكار الهوسية والانتحارية.

اقرأ ايضاً: معلومات هامة يجب عليك معرفتها حول أعراض ثنائي القطب وعلاجه

أنواع اضطراب ثنائي القطب

توجد عدة أنواع من اضطراب ثنائي القطب تعتمد على نسبة أو مدة النوبات المختلفة التي تصيب المريض، ونذكر منها 3 أنواع:

• اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يتضمن اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول فترات أطول من الهوس مقارنة بنوبات الاكتئاب.

• اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني هو شكل أكثر اعتدالًا من ارتفاع المزاج، وينطوي على نوبات أكثر اعتدالًا من الهوس الخفيف التي تتناوب مع فترات من الاكتئاب الشديد.

• اضطراب دورية المزاج Cyclothymic disorder

يصف اضطراب دوروية المزاج فترات وجيزة من أعراض الهوس الخفيف بالتناوب مع فترات وجيزة من أعراض الاكتئاب ليست طويلة الأمد كما هو الحال في الأنواع الأخرى.

اقرأ ايضاً: علاج ثوري جديد لعلاج مرض اضطراب ثنائي القطب

علاج اضطراب ثنائي القطب

الهدف من العلاج هو التعامل مع النوبات الحادة بأمان باستخدام الأدوية ومساعدة المريض في التحسن طويل الأمد لمنع المزيد من النوبات.

ويتم ذلك بعدة طرق تجمع بين العلاج النفسي واستخدام الأدوية وغيرها، ونذكر هذه الطرق بالتفصيل كالآتي:

1- العلاج النفسي

يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب في قبول وفهم تشخيصه، والتعامل مع الأنواع مختلفة للنوبات،
وتحسين علاقاته الشخصية، والتعرف على الأعراض التي توحي باقتراب النوبات، ويستخدم في العلاج النفسي عدة طرق مختلفة منها:

• العلاج الإيقاعي الشخصي والاجتماعي.
• العلاج السلوكي المعرفي CBT.
• التثقيف النفسي.
• العلاج الأسري.

2- الأدوية

تختلف الأدوية باختلاف النوبة التي يتم علاجها، ونذكر الأدوية المستخدمة في كل نوبة كالآتي:

• الليثيوم

يعد الليثيوم أفضل العلاجات المستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب، فهو علاج فعال لنوبات الهوس الحادة، ويمنع الانتكاسات، كما أنه يقلل من خطر الانتحار وإيذاء النفس والموت لدى الأشخاص المصابين.

•  محسنات المزاج

يتم تصنيف الليثيوم ومضادات التشنجات كاربامازيبين carbamazepine ولاموتريجين lamotrigine وحمض الفالبرويك valproic acid كمثبتات للحالة المزاجية
نظرًا لتأثيرها على الحالة المزاجية في الاضطراب ثنائي القطب.

فقد أصبح فالبروات علاجًا شائعًا ويعالج نوبات الهوس بشكل فعال، ويعتبر الكاربامازيبين أقل فعالية في منع الانتكاس من الليثيوم أو الفالبروات، بينما يمتلك
لاموتريجين بعض الفعالية في علاج الاكتئاب، خاصة في الحالات الشديدة، وقد ثبت أيضًا أن له بعض الفوائد في منع انتكاسات الاضطراب ثنائي القطب.

• مضادات الاكتئاب

لا ينصح باستخدام مضادات الاكتئاب وحدها في علاج الاضطراب الثنائي القطب ولم يتم العثور على أي فائدة لها على مثبتات الحالة المزاجية.
لذالك يتم تجنب مضادات الاكتئاب بشكل عام في الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو لا تستخدم إلا مع مثبتات الحالة المزاجية عند الضرورة.

• مضادات الذهان

تعتبر الأدوية المضادة للذهان فعالة في العلاج قصير المدى لنوبات الهوس ثنائية القطب ويبدو أنها متفوقة على الليثيوم ومضادات التشنجات لهذا الغرض.

يشار أيضًا إلى مضادات الذهان غير النمطية في حالات الاكتئاب ثنائي القطب المقاومة للعلاج باستخدام مثبتات الحالة المزاجية فيعتبر أولانزابين Olanzapine فعالاً في منع الانتكاسات.

• البنزوديازيبينات

يتم استخدام البنزوديازيبينات بالإضافة إلى الأدوية الأخرى لفترات قصيرة لتهدئة التأثير حتى تصبح أدوية استقرار المزاج فعالة.

3- العلاج بالصدمات الكهربية ECT:

العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) هو شكل فعال من أشكال العلاج لاضطرابات المزاج الحادة لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.

خاصة عند ظهور الأعراض الذهانية أو الجمود كما يوصى أيضًا باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية في النساء الحوامل المصابات بالاضطراب ثنائي القطب تجنبًا لأعراض الأدوية الجانبية.

اقرأ ايضاً: ما هي أعراض اضطراب الوسواس القهري وطرق علاجه وتشخيصه

كيفية التعامل مع مريض اضطراب ثنائي القطب

يمكن أن يشكل العيش مع شخص مصاب باضطراب ثنائي القطب تحديًا كبيرًا، إلا أن التعامل ليس مستحيلًا، يمكنك اتباع بعض الطرق التي قد تجعل الحياة بالنسبة لك وللمريض أسهل وأفضل، وتتضمن تلك الطرق:

• ثقف نفسك

كلما زادت معرفتك بالاضطراب ثنائي القطب، زادت قدرتك على المساعدة فحين تفهم أعراض المرض يمكنك أن تتصرف بشكل مناسب أثناء التغيرات المزاجية الشديدة.

• استمع

لا تحتاج دائمًا إلى تقديم إجابات أو نصائح لتكون مفيدًا إلا أن كونك مستمعًا جيدًا هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها لشخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب، خاصةً عندما يريد التحدث معك حول التحديات التي يواجهها.

• ضع خطة

يمكن أن يكون ثنائي القطب غير متوقع المهم أن يكون لديك خطة إذا كنت بحاجة إلى استخدامها أثناء النوبات الشديدة.

والتي يجب أن تتضمن ما يجب فعله إذا شعر الشخص برغبة في الانتحار أثناء نوبة الاكتئاب.

اقرأ ايضاً: ما هو اضطراب الشخصية المزدوجة وطرق علاجها

الأسئلة الشائعة حول علاج اضطراب ثنائي القطب

خلال الاسطر القليلة القادمة سنناقش كافة الاسئلة المنتشرة حول علاج اضطراب ثنائي القطب:

هل هناك علاقة بين الاضطراب ثنائي القطب والوراثة؟

توجد بعض الأبحاث التي تؤيد انتقال المرض بالوراثة أو شيوعه بنسبة أكبر في التوائم المتماثلة عن الغير متماثلة، إلا أن المزيد من الأبحاث لابد منها في هذا الصدد.

هل تؤدي أدوية اضطراب ثنائي القطب إلى الإدمان؟

يمكن أن تؤدي بعض المهدئات كالبنزوديازيبينات إلى الإدمان، إلا أن هذا ليس شائعًا حيث تستخدم فقط وتحت إشراف الطبيب.

كيف يمكن مساعدة مريض اضطراب ثنائي القطب؟

يمكن أن يحصل المريض على العلاج المناسب سواء أكان ذالك بالطرق النفسية المختلفة أو الأدوية. وكلاهما فعال في مساعدة المريض.